اعتبر الكرملين أن تكثيف هجمات " داعش"، بما في ذلك استيلاؤه على مدينة تدمر بريف حمص، جاء على خلفية انعدام التعاون العملي مع الدول الأخرى، وبالدرجة الأولى أمريكا، في محاربة الإرهاب.
وقال دميتري بيسكوف، الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي، الاثنين، إن التنسيق الفعلي للعمليات العسكرية والتعاون مع دول أخرى، وبالدرجة الأولى الولايات المتحدة، كان من شأنه أن يسمح لكافة الأطراف بالحيلولة دون وقوع مثل هذه الهجمات. لكن واشنطن ترفض حتى إطلاق التعاون مع روسيا.
وأضاف أن هجوم "داعش" على تدمر يدل مرة أخرى على حجم الخطر الهائل الذي يمثله "التنظيم" وأكد أن روسيا ستواصل دعم "الجيش السوري في محاربة الإرهاب"، على حد زعمه.
كما أشار بيسكوف إلى "عملية دفع مجموعات كبيرة من الإرهابيين" على الخروج من العراق باتجاه سوريا، ما يتيح لهم إنشاء تشكيلات ومجموعات كبيرة نسبيا في أراضي هذا البلد والبدء بشن هجمات.
وعبر الناطق باسم الرئيس عن أمله في وضع حد لهجمات "التنظيم" في سوريا في أقرب وقت.
وفي الوقت نفسه، اعتبر بيسكوف أنه من غير الصحيح الحديث عن "فقدان روسيا لتدمر"، داعيا المجتمع الدولي إلى بذل الجهود من أجل تحرير هذه المدينة التاريخية من أيدي الإرهابيين.
واستطرد قائلا: "تدمر مدينة سورية. والحديث يدور ليس عن فقدان روسيا لتدمر، بل علينا أن نطرح الأسئلة بالصيغة الصحيحة. ويمثل خطر فقدان تدمر ضربة تضر بالبشرية المتحضرة برمتها، التي باتت، بسبب انقسامها على خلفية خلافات، وبسبب تأثرها بمواقف مسيسة منحازة ومفاهيم لا تصب في إطلاق التعاون، تجلس مكتوفة اليدين، ولا تفعل شيئا في الواقع لمحاربة الإرهابيين الدوليين في تنظيم "داعش"، على حد تعبيره.
ولكن مراقبين قاولوا لو أن المعارضة السورية التي تقاتل النظام هي التي استولت على تدمر لدمرها الطيران الروسي فوق رؤوس أصحابها كما فعل في حلب التي وصفتها صحيفة الغارديان البريطانية جراء العدوان الروسي بأنها مقبرة ضخمة ومكانا يشبه نهاية العالم، ولكن لأن تنظيم الدولة هو الذي عاد للمدينة لم يكن لروسيا إلا "التسليم بفشلها" ما يشير أنها هي ونظام الأسد الذين لهم مصلحة بعودة التنظيم للمدينة التاريخية.
أما فيما يخص التعاون الدولي الذي "تفتقده" روسيا في تدمر فهو منعدم تماما في حلب بل إن معظم دول العالم تمانع العدوان الروسي على المدينة ولكن ذلك لم يفلح بوضع حد للهمجية الروسية والفظائع التي ترتكبها ضد السكان في المدينة، ورغم عدم دعم العالم لها في حلب، فقد تمكنت من تدميرها تماما وتشريد عشرات آلاف المدنيين.
ولم يأخذ مراقبون تفسيرات موسكو تلك بمحمل الجد معتبرين أنها مثيرة للسخرية أكثر من كونها تصريحات تقدم توضيحات لفشلها وهي التي حركت الغواصات النووية والأساطيل الأكثر فتكا، بحسب دعايتها طوال الشهور الماضية والتي أحالت حلب إلى كومة من تراب، على حد تعبيرهم.