إسرائيل: الـF35 تمنح قوة ردع لكنها لا تشكل ردا على تهديدات المقاومة
وكالات
– الإمارات 71
تاريخ الخبر:
12-12-2016
احتفلت إسرائيل اليوم الاثنين بوصول أوّل طائرتين من طراز (F35)، من أمريكا، وكما هو مُتوقّع انشغل محللو الشؤون العسكريّة في وسائل الإعلام العبريّة بما اعتبروه بوابة الدخول للجيل الخامس من الطائرات المقاتلة في العالم.
وعلى الرغم من الترحيب الحّار، خصوصًا وأنّ هذا النوع من المقاتلات، يُستخدم فقط في الجيش الأمريكيّ، واليوم أيضًا الإسرائيليّ، فقد اعتبر أمير بوحبوط، مُحلل الشؤون العسكريّة في موقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ، أنّه ينقشع غبار الاحتفالات عن القاعدة سنصل للحظة الحقيقية: سيتطلب الأمر مزيدًا من القوة من قبل القوات الجويّة لتشغيل الطائرة التي لم يقلها بعد أيّ طيارٍ إسرائيليٍّ، مُشيرًا إلى أنّ التدريبات على استخدامها ستكون لأوّل مرّةٍ وفي ذاك الأمر بعض الحساسية. ونقل عن مصادر أمنيّة في تل أبيب قولها إنّ عيون أعداء إسرائيل والجيوش الأجنبية، من بينهم الدول المشاركة في مشروع الـ F35، ستكون موجهةً نحو سرب “النسر الذهبيّ” للجيش من الآن فصاعدًا.
وتابعت المصادر عينها قائلةً للموقع العبريّ إنّ سلاح الجو يؤكّد على أنّ طائرة الشبح سيكون لها تأثير كبير على كلّ السلاح، وبذلك يمكن التوصل لتغير في المفاهيم وثقافة القتال، طريقة وإجراءات جديدة بشكل أوسع في كلّ ما يتعلق بإدارة المعركة الحديثة وإدارة نظام الصيانة.
وكذلك يُقدر الطيارون القدامى في سلاح الجو في المرحلة الحالية أن المستقبل سيُظهر شيئًا مختلفًا تمامًا بفضل الطائرة. طريقة القتال قد تتغير من الرباعية لهيكلية أخرى، وكذلك عدد الطائرات في السرب قد يتقلص بسبب اختلاف القوة والقدرات.
بالإضافة إلى ما ذُكر، قالت المصادر إنّ قدرات التخفي للشبح تسمح بشكلٍ مجدٍ بدعم مهامٍ متنوعةٍ في مناطق القتال التي كان من الصعب على الجيش فيها مسبقًا تشغيل الطائرات، وهذه القدرة تسمح للشبح بالعمل فوق المناطق ومهاجمة أهداف في الجو والبر قبل أنْ يتم تحديد وجودها من قبل جهاتٍ عدائيّةٍ وجمع معلومات بلا ملاحظة أيّ جهة والعودة فورًا لقاعدة الجيش.
وأضافت المصادر الإسرائيليّة الأمنيّة قائلةً إنّ معدل إنتاج الشبح في الولايات المتحدة سيتسارع في العام القادم، وحتى عام 2025 ستصل لإسرائيل 25 طائرة من بين 50 شاملة في صفقة الشراء. وبذلك، شدّدّت المصادر، تُعتبر هذه الخطوة ردًا واضحًا على سباق التسلّح في الشرق الأوسط الذي يشمل شراء طائرات مقاتلة واسعة النطاق في بعض الدول مثل السعودية، البحرين، تركيا، الإمارات ومصر، التي وقعّت في العام الماضي على اتفاق شراء طائرات “رافال” الفرنسيّة، التي تعتبر طائرات مقاتلة من جيل 4.5، أيْ أعلى بدرجةٍ واحدةٍ من طائرات F16 الإسرائيليّة. وبذلك، خلُصت المصادر إلى القول إنّه مع شراء طائرة F35 سيكون لدى إسرائيل القدرة على الإعلان بشكلٍ واضحٍ عن الحفاظ على تفوقها الجويّ في الشرق الأوسط، بحسب قولها.
مُحلل الشؤون العسكريّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، المُرتبط مع المؤسسة الأمنيّة الإسرائيليّة، أليكس فيشمان، أكّد في تحليله على أنّه خلافًا للماضي فإنّ الطائرات الحربيّة لا تُغيّر الدول، وأيضًا الوسائل القتاليّة.
مع ذلك، أضاف أنّ عدم معرفة الأعداء بالتكنولوجيا التي تقوم بتفعيل الطائرة، تمنح إسرائيل قوّة ردعٍ جديدةٍ، ذلك أنّ الطائرة قادرة على تنفيذ عمليات “جراحيّةٍ” خلف خطوط العدو لـ”عقابه”، دون أنْ يتمكّن الأخير من معرفة ذلك، لأنّ الرادارات التي تحملها المُقاتلة، بإمكانها عبور أجواء أيّ دولةٍ في المنطقة، دون أنْ يتّم رصدها، على حدّ قوله.
ولكنّ المُحلل استدرك قائلاً إنّ هذا التفوق الجويّ لن يستمر لفترةٍ طويلةٍ، ذلك أنّ الدول الأخرى، وفي مُقدّمتها إيران، ستعمل على إيجاد ردٍّ ملائمٍ لهذه الطائرة. علاوة على ذلك، قال المُحلل إنّ إيران تملك اليوم تكنولوجيا متطورةً جدًا، خصوصًا وأنها كانت قد أسقطت طائرة أمريكيّة بدون طيّار، والتي تتمتّع بمزايا مشابهة ومًتطورةٍ ومُتقدّمةٍ مثل الـF35، وبالتالي أضاف، لن تنعم إسرائيل بهذا التفوّق لفترةٍ طويلةٍ، الأمر الذي يُحتّم عليها مواصلة تطوير الطائرات لضمن تفوقها الجويّ.
كما لفت فيشمان، نقلاً عن المصادر الأمنيّة الإسرائيليّة الرفيعة، لفت إلى أنّ الطائرة الجديدة، لا تُعطي أيّ ردٍّ على تهديدات حماس وغيرها من فصائل في فلسطين والمنطقة، طالما لم يمتلكوا أسلحةً متقدّمةً. وشدّدّ على أنّ المُستوى السياسيّ في تل أبيب اتخذّ القرار بشراء هذا الطراز من المُقاتلات الحربيّة، وذلك لإيمانه المُطلق بأنّ منطقة الشرق الأوسط هي منطقة متقلبة جدًا، بحيث أنّ الدولة القريبة جغرافيًا من إسرائيل، والتي تُعتبر اليوم صديقة، قد تتحوّل إلى عدوٍ، في إشارةٍ واضحةٍ "لمصر"، بحسب صحيفة "راي اليوم" التي نقلت النبأ.
والحالة الوحيدة التي يمكن أن تصبح القاهرة عدوا لتل أبيب، هي أن يخلف نظام مصري وطني نظام الانقلاب يأتي عبر الديمقراطية ويمثل خيارات الشعب المصري الذي تحترمه قواته المسلحة لا أن تنقلب عليه، عندها يمكن لإسرائيل أن تتوقع أكثر من التحول من الصداقة للعداء.