أفاد بيان للحكومة العراقية، بأن رئيس الحكومة حيدر العبادي تلقى اتصالا هاتفيا من رئيس وزراء تركيا بن علي يلدريم تعهد خلاله بسحب قوات بلاده من الموصل بعد تحريرها من سيطرة تنظيم “الدولة الاسلامية”.
وذكر البيان أن يلدريم أشاد” بالانتصارات والنجاحات الكبيرة التي تحققها القوات العراقية على عصابات داعش تحت قيادتكم الحكيمة وان اهل الموصل فرحين جدا بدخول القوات العراقية”.
وأكد يلدريم حرص بلاده ” الشديد على سيادة العراق ووحدة أراضيه وأن ما يتعلق بمعسكر بعشيقة فإننا سننسحب منه وستنتهي مهام قواتنا مع تحرير الموصل وأن تركيا تسعي لإدامة العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين وضرورة اجتماع اللجنة الاستراتيجية العليا بين العراق وتركيا ” في بغداد برئاسة رئيسى وزراء البلدين”.
وأوضح البيان أن العبادي أبلغ يلدريم” ان على جميع الدول احترام سيادة العراق ووحدة اراضيه ومن الضروري انسحاب القوات التركية من معسكر بعشيقة وإعلان ذلك الأمر”.
القوات التركية تدخل "الباب"
ولكن من جهة ثانية، دخلت القوات التركية وفصائل سورية معارضة تحظى بدعمها مساء السبت (10|12) مدينة الباب، آخر معاقل تنظيم (داعش) في محافظة حلب شمال سورية، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن «دخلت القوات التركية والفصائل المعارضة المدعومة من قبلها والمعروفة بقوات درع الفرات مدينة الباب من الجهة الشمالية الشرقية عقب اشتباكات عنيفة مع المتطرفين»، مشيراً إلى أن التقدم «يترافق مع قصف مدفعي تركي عنيف للمدينة».
وبدأت تركيا في أغسطس، هجوماً برياً غير مسبوق في شمال سورية دعماً لفصائل معارضة لطرد تنظيم «الدولة الإسلامية» من المنطقة الحدودية في شمال حلب، واستهدفت مقاتلين أكراداً.
وتقع الباب على مسافة 30 كيلومتراً من الحدود التركية، وطالما شكلت هدفاً للحملة العسكرية التركية التي أطلق عليها «درع الفرات». وكانت القوات التركية سيطرت في إطار الحملة نفسها على مدينة جرابلس في ريف حلب الشمالي الشرقي.
وإزاء هذه التطورات، اعتبر الصحفي عبد الباري عطوان في مقال له في صحيفة "راي اليوم" المؤيدة لنظام الأسد وإيران، أن دخول القوات التركية لمدينة الباب جاء ردا على سقوط الأحياء الشرقية في حلب بيد نظام الأسد وذلك بهدف إفساد احتفالات النظام بفرض سيطرته على حلب.
وقال عطوان: "الصورة لم تعد واضحة تماما، ولكن ما يجري من تطورات متسارعة في المشهد السوري، يوحي بهجوم تركي معاكس لخلط الأوراق، و”استفزاز″ الجانبين السوري والروسي، ومحاولة رفع معنويات المعارضة السورية المسلحة شبه المنهارة" على حد زعمه.
وأردف:" دخول القوات التركية جنبا إلى جنب مع فصائل تابعة للجيش السوري الحر مدينة الباب، اختراق لخطوط حمراء كثيرة، وتحد للحكومة السورية، وللأكراد أيضا"، على حد تعبيره.