قال موقع «ديبكا» الاستخباري الإسرائيلي إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى للتدخل العسكري في ليبيا إلى جانب قوات اللواء خليفة حفتر، المدعوم من قبل مصر وبعض دول الخليج، مقابل الحصول على قاعدة عسكرية هناك، على حد قول الموقع.
الموقع المتخصص في التحليلات العسكرية والاستخبارية قال إنه حال كللت هذه المساعي بالنجاح، فسوف تقيم روسيا قاعدة بحرية جوية ثانية في البحر المتوسط، على مسافة 700 كم فقط من أوروبا.
وأضاف: « مقابل المساعدات الجوية والبحرية لقوات الجنرال الليبي – الأمريكي خليفة حفتر الذي يشغل بشكل رسمي منصب القائد الأعلى للجيش الليبي، يستعد بوتين وسلاح الجو والبحرية الروسي لإقامة قاعدة جوية وبحرية على ساحل البحر المتوسط بالقرب من بنغازي، تكون مشابهة لقاعدة حميميم الروسية القريبة من اللاذقية».
وتابع : «حفتر هو القائد الأعلى للجيش الليبي رسميا، لكنه عمليا هو قائد ميليشيا عسكرية ليبية مدعومة في الأساس من مصر وعدد من دول الخليج. ويقدم سلاح الجو المصري والإماراتي لقوات حفتر دعما جويا انطلاقا من قواعد جوية مصرية في الصحراء الغربية. ولا يعترف حفتر بالحكومة الليبية التي شكلتها الأمم المتحدة ومقرها طرابلس».
وأشار إلى أنه من المرجح أن عناصر في مصر والخليج هي التي دفعت حفتر لطلب الدعم العسكري الروسي، مضيفا أن اللواء الليبي توجه الأحد (27|11) إلى موسكو، لبحث المساعدات العسكرية التي يمكن لروسيا تقديمها لقواته.
هذه هي المرة الثانية التي يسافر فيها حفتر إلى موسكو خلال الستة شهور الماضية، بعد زيارة سابقة في يونيو الماضي، التقى خلالها وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، ومستشار الأمن القومي نيكولاي باتروشيف، وقتها لم يكن الروس مستعدين بعد لتقديم دعم عسكري علني للجنرال الليبي.
وأوضح الموقع: لكن الآن ومع انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة وقرب دخوله البيت الأبيض في يناير 2017، والحديث عن تعاون أمريكي روسي في الحرب على تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا، يشير بوتين إلى أنه مستعد لتوسيع هذا التعاون إلى ليبيا أيضا.
الموقع الإسرائيلي نقل عما قال إنها مصادر عسكرية واستخبارية أن روسيا تقترح الآن على اللواء خليفة حفتر تسليح قواته بطائرات ومروحيات مقاتلة، ومدرعات وصواريخ من أنواع مختلفة، وكذلك دعما جويا في حربه على «الدولة الإسلامية».
وبموجب الاقتراح الروسي سوف تصل الطائرات الروسية إلى ليبيا مباشرة من قاعدة حميميم في سوريا، قاطعة مسافة تصل إلى 1500 كم، أو من حاملة الطائرات الروسية أدميرال كوزنستوف التي تتمركز الآن في شرق البحر المتوسط بمواجهة السواحل السورية.
يمكن لحاملة الطائرات هذه الإبحار من سوريا إلى وسط البحر المتوسط والتمركز أمام سواحل بنغازي لتنفيذ تلك المهمة.
إذا ما جرى تنفيذ هذه العملية، فسوف تكون هذه هي المرة الأولى التي تعمل فيها حاملة طائرات روسية في هذا الجزء من البحر المتوسط.
المعارك الدائرة منذ عدة أسابيع على طول ساحل البحر المتوسط بين الميليشيات العسكرية الليبية المختلفة، ومن ضمنها ميليشيا الجنرال حفتر وتنظيم «الدولة»، هي عمليا معارك للسيطرة على محطات تصدير النفط الليبية. ومن يحسم هذه المعركة سوف يسيطر أيضا على حقول النفط الموجودة في الجوار.
ليس هناك شك في أن الرئيس الروسي بوتين يدرك تمام الإدراك أنه في حال ساعدت موسكو حفتر للانتصار في تلك المعركة، فسوف تحصل روسيا للمرة الأولى على موطئ قدم في صناعة النفط الليبي. هكذا ختم «ديبكا» تقريره.
ونددت صحيفة "القدس العربي" بافتتاحيتها بمساعي بوتين للتدخل عسكريا في ليبيا بدعم إماراتي ومصري. وقالت الصحيفة:" يتشارك المحور الإقليمي المساند لبوتين في المنطقة العربية مع الاتجاهات السياسية المتصاعدة في أمريكا وأوروبا فكرة الحفاظ على الأنظمة القائمة والتحالف مع الاتجاهات الأمنية والعسكرية المعارضة للإسلاميين (كما هي حالة خليفة حفتر) والتركيز على إنهاء كل أشكال المعارضة ذات الطابع السنّي، وهذا ما يعطي الأساس المنطقيّ لإمكانيّة تمدّد روسيا نحو ليبيا، كما يفسّر دعوات التمدّد الأخرى على ألسنة قادة الميليشيات الموالية لإيران في العراق، وقواعد حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل وسنجار العراقية أيضاً، نحو سوريا لمساعدة النظام في إنهاء أشكال المعارضة والانتفاض ضده، ولمواجهة حكومة «العدالة والتنمية» التركية، بل والتوجّه أيضاً إلى اليمن لمناصرة الحوثيين ضد قوّات «التحالف العربي» الذي تقوده السعودية".
وأضافت الصحيفة:" روسيا ستتكفّل، بطريقتها الدموية المعتادة وعلى مسؤوليتها السياسية، بتنفيذ «الأعمال القذرة» التي تأنف أوروبا عن القيام بها، وتقوم بإنهاء الأزمة الليبية المشتعلة منذ سنوات، وبذلك تريح الغرب من التبعات العسكرية والسياسية (والأخلاقية) المكلفة، وتوقف موجات اللاجئين، وتُنهي التهديد الإرهابي الذي أقضّ مضاجع الغرب والعالم.
هذه، على الأغلب، الأحلام «الوردية» بدفن «ربيع عربي» لم ترغب أوروبا في رؤيته أساساً، واستكمال ثورة مضادّة أنتجت كوابيس أمنيّة لا تنتهي، تغسل أيدي العالم من العالم العربيّ وتقوم بتحويله إلى مقبرة «يسود فيها الأمان والسلام»، يتزعّمها أمثال السيسي والأسد وبوتفليقة وحفتر.
عدد الضحايا الهائل لهذا السيناريو قد لا يكون المشكلة الكبرى في أذهان بوتين ورفاقه، لكن العامل الوحيد الذي لم يحسب حسابه هو الارتدادات التاريخية الكبرى لمحاولة دفن عالم بأسره". انتهى تعقيب الصحيفة اللندنية.