قال رئيس الوزراء العراقي السابق إياد علاوي إن المناطق المحيطة بالعاصمة العراقية بغداد تتساقط، ومن المحتمل جداً أننا ماضون على طريق تقسيم العراق، وأضاف في مقابلة مع شبكة "سي .إن .إن" الإخبارية الأمريكية أن "الحزام الدائري حول بغداد سقط، الضواحي الآن بيد المسلحين وبيد الميليشيات السنية، وحكومة بغداد غير قادرة على تغيير ذلك، الحكومة غير قادرة على وقف التفجيرات داخل بغداد".
وأجاب علاوي عن سؤال إن كان يرى أننا نرى نهاية العراق الذي نعرفه بالقول "ممكن، وذلك يعتمد على الطريقة التي سيتم التعامل فيها مع الموقف، لكني أعتقد أننا ماضون إلى سرينة العراق"، أي تحويلها إلى النمط السوري في الصراع .
وعن تدخل أمريكي جديد، قال علاوي "لن يساعد ذلك، من الممكن أن يصب ذلك الزيت على النار، باعتقادي أن أمريكا فقدت قدرتها على التأثير في العراق بعد أن تركته عام 2011"، وأضاف "هناك لاعبان أساسيان في العراق، إيران وتركيا، لكن لا يمكنهما المجيء للعراق".
من جهته، دعا ائتلاف الوطنية الذي يتزعمه علاوي الشعب العراقي والقوى السياسية إلى الالتزام بالحكمة والروية في التعامل مع التداعيات السياسية والأمنية، وعدم الانجرار وراء المخططات الطائفية السياسية التي يستخدمها البعض للبقاء في المناصب على حساب وحدة الوطن، وقالت المتحدثة باسم الائتلاف ميسون الدملوجي إن ائتلاف الوطنية يدعو أيضاً إلى التفريق بين تنظيم "داعش" الإرهابي الذي نقف ضده بقوة صفاً واحداً مع شعبنا، وبين المطالب المشروعة للمحافظات التي تشهد حركاً شعبياً جماهيرياً سلمياً واسعاً وعشائرها التي لم تجد آذاناً صاغية لمطالبها المشروعة من الحكام.
وأضافت الدملوجي أن ائتلاف الوطنية يعتبر أن الحل السياسي مازال قائماً، ويمكن لشعب العراق وقواه السياسية أن تمنع نزيف الدم بالوسائل السياسية، من خلال تشكيل حكومة شراكة وطنية حقيقية تنقذ البلاد من شرور ما يحصل وتضع حداً لهذا التدهور المروع، وتقيم دولة العدل والمساواة، وأن نوجه فوهات البنادق للإرهابيين، وحذرت كل بلدان الجوار من اللعب بمصير الشعب العراقي والتدخل في شؤونه.
ودعا ائتلاف "متحدون للإصلاح" الذي يتزعمه رئيس البرلمان العراقي المنتهية ولايته أسامة النجيفي، إلى إيجاد المقاربات السياسية اللازمة لمعالجة الأزمة وعدم الاقتصار على الحلول العسكرية، وقال في بيان إنه مع بدء الأعمال الإرهابية التي استهدفت محافظة نينوى والسلوك المريب والمتهاون للقيادات العسكرية، كان لقائمة متحدون موقفها الواضح والصريح في إدانة بل ومواجهة الإرهاب القادم من خارج الحدود، وتقدمت بعدة مبادرات للتشاور مع بقية الشركاء، وأضاف أن اتساع رقعة أعمال العنف كان من بين أهم أسبابها هي حالة الاحتقان والإحباط الذي ساد بين أبناء المحافظات الست، التي كانت ولا تزال تشعر بوجود منهج سلطوي عدائي يستهدفها عبر سياسات فئوية تقوم على الإذلال والتهميش وتجاهل المطالب والاستخفاف بحقوق المواطنين.
وأشار البيان "إلى أننا ننتظر وفي ظل ظروف بالغة الحراجة كالتي نعيشها اليوم أن يقدم رئيس الوزراء تطمينات فعلية وجادة لأبناء هذه المحافظات، بما يجعلهم يستشعرون مواطنتهم" .
من جهته، شدد نائب رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي المنتهية ولايته جلال الطالباني على أن خطر الإرهاب يستوجب الوقوف في خندق واحد، وقال برهم صالح إن "خطر الإرهاب يستوجب منا جميعاً أن نقف في خندق واحد ضده"، داعياً إلى الوقوف وقفة وطنية والعمل معاً لاستئصال الإرهاب.