حملت إسرائيل بشدة على «منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم» (يونيسكو) على قرار للجنة الشؤون الخارجية في المنظمة يصف المسجد الأقصى وكامل الحرم الشريف في القدس مراراً باسميه الإسلاميين فقط من دون ذكر الاسم الذي يطلقه اليهود عليه (جبل الهيكل)، ما اعتبرته إسرائيل «نفياً للعلاقة التاريخية بين الشعب اليهودي وجبل الهيكل».
ووصف رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو القرار بـ «الهاذي، اتخذته منظمة فقدت شرعيتها»، فيما أعلن زعيم حزب المستوطنين «البيت اليهودي» وزير التعليم نفتالي بينيت تعليق كل نشاط مهني مع المنظمة الأممية.
وكانت المنظمة أقرت اعتماد مشروعي قرارين قدمتهما دول في شأن «فلسطين المحتلة» وصفا إسرائيل مراراً بأنها «قوة احتلال» ودعيا إلى «الحفاظ على التراث الثقافي الفلسطيني وطابعه المميز في القدس الشرقية». وأكد القرار الجديد «أهمية مدينة القدس القديمة وأسوارها للديانات السماوية الثلاث». وأيدت القرارين 24 دولة في مقابل معارضة ست دول هي الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وهولندا وليتوانيا واستونيا، وامتناع 26 دولة.
واحتجت إسرائيل أساساً على أن القرار تطرق إلى المسجد الأقصى والحرم الشريف، ولم يذكر أن الموقع هو أيضاً «جبل الهيكل»، في حين عندما ذكر القرار حائط البراق أضاف وراءه بين قوسيْن كلمتي «حائط المبكى». واعتبرت إسرائيل هذه التسميات «محاولة للتشكيك في العلاقة بين الحائط والشعب اليهودي».
وقال نتانياهو أن «مسرح العبث في يونيسكو يتواصل، إذ اتخذت المنظمة قراراً هاذياً يقول أن لا علاقة لإسرائيل بجبل الهيكل وحائط المبكى». وأردف أن من يقول أنه لا توجد علاقة لإسرائيل بـ «جبل الهيكل وحائط المبكى» كأنه يقول أنه لا علاقة للصينيين بسور الصين، وأن المصريين لا علاقة لهم بالأهرامات». وزاد: «بهذا القرار السخيف فقدت يونيسكو ما تبقى من شرعيتها، لكنني واثق من أن الحقيقة والتاريخ أقوى، والحقيقة ستنتصر».
وأعلن وزير التعليم نفتالي بينيت الوقف الفوري لكل مشاركة ونشاط ولقاء مع المنظمة الدولية، مضيفاً أن «هذا القرار يدعم الإرهاب ويكافئ الإرهابيين الجهاديين الذين نفذوا عمليات إرهابية في القدس الأسبوع الجاري، لكننا سنحارب الإرهاب الديبلوماسي في القدس».
وقال الرئيس رؤوفين ريبلين أنه «ليس في وسع أي هيئة أو جسم في العالم أن يقول أن لا علاقة بين الشعب اليهودي بأرض إسرائيل والقدس، ومن يقوم بذلك إنما يهين نفسه... ليس في وسع أحد تغيير التاريخ».
ولم يتأخر أي من أقطاب الأحزاب الصهيونية كافة، بما فيها حزب «ميرتس» اليساري، عن التنديد بالقرار والتهجم بأقذع الكلام على المنظمة الأممية. وانتقدت زعيمة «ميرتس» زهافه غالؤون المنظمة الدولية على «الوضع المخيّب للأمال الذي آلت إليه في السنوات الأخيرة»، لكنها أضافت أن القرار يؤشر إلى الحضيض الذي بلغته السياسة الخارجية الإسرائيلية.
ووجد سفير إسرائيل في المنظمة كرمل شما كوهين بعض العزاء في عدم تصويت أي من الدول الأوروبية إلى جانب القرار، مشيراً تحديداً إلى امتناع فرنسا والسويد والأرجنتين التي صوتت إلى جانب قرار مماثل قبل خمسة أشهر، عن التصويت هذه المرة.