نجحت قوات "البنيان المرصوص"، التابعة للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، السبت، في اقتحام حي "الجيزة البحرية"، آخر معاقل تنظيم الدولة في مدينة سرت (شمال وسط)، تحت غطاء جوي أمريكي ليبي كثيف، محققة تقدماً على الأرض وتحرير عدد من الرهائن بينهم أطفال.
وقال محمد الغصري، المتحدث باسم عملية "البينان المرصوص": إن "القوات اقتحمت اليوم (السبت) حي الجيزة البحرية (أقصى شمالي سرت) بالتوازي مع ضربات جوية دقيقة وكثيفة".
وأضاف الغصري لوكالة الأناضول: إن "الحي عبارة عن عمارات سكنية في مساحة لا تصل إلى الكيلومتر المربع، وقواتنا اليوم تسيطر على جزء منه وتخوض بداخله قتالاً مباشراً".
وأشار إلى أن "الضربات الجوية من سلاحي الجو الأمريكي والليبي دقيقة للغاية وكثيفة في ذات الوقت؛ ممّا سهل اقتحام الحي الأخير".
ولفت الغصري إلى أن "الحي لم يتبق فيه سوى القناصة وعدد من الانتحاريين والمقاتلين، تحاصرهم مئات من القوات الحكومية جواً وبراً وبحراً"، مستدركاً "رغم ذلك فالخطة العسكرية تأمر بالتروي كثيراً؛ لأن داعش ينتحر بشكل جماعي، والدليل على ذلك صبرهم الطويل على الحصار منذ سبتمبر دون أن يستسلموا".
وعن نتائج عملية اليوم، أوضح المتحدث العسكري أن "عملياتنا المتأنية اليوم أسفرت عن تحرير امرأتين وخمسة أطفال كانوا في أحد البيوت بداية الحي، ونعتقد أن هناك غيرهم"، لم يحدد عددهم.
وأشار إلى أن "أحد أهداف الخطط العسكرية تحرير المختطفين والنساء والأطفال؛ ولذا لا يمكن التكهن بنهاية المعركة اليوم أو غداً"، بحسب قوله.
وعن خسائر المعارك، قال الغصري: "حتى الآن فقدنا جنديين ولدينا أكثر من عشرة جرحى، ولكننا نعول على القصف الجوي أكثر قبل التقدم أرضاً".
وأطلقت قوات تابعة للمجلس الرئاسي في ليبيا، مايو الماضي، عملية سميت "البنيان المرصوص" بهدف إنهاء سيطرة تنظيم الدولة على سرت، عبر ثلاثة محاور هي: (أجدابيا – سرت)، (الجفرة – سرت) و(مصراتة – سرت)، وتمكنت القوات من محاصرة التنظيم في مساحة ضيقة، وتكبيده خسائر فادحة في الآليات والأفراد.
ومع حلول أوائل سبتمبر المنصرم، تمكنت القوات الحكومية من استعادة معظم مناطق وأحياء سرت، وتركت تنظيم الدولة محاصراً في حي "الجيزة البحرية".