كشفت النتائج الأولية في الانتخابات البرلمانية الأردنية حتى الآن عن تغييرات مهمة في الخريطة السياسية، أبرزها عودة الإسلاميين لصدارة المشهد السياسي بعد سنوات من المقاطعة، فضلا عن تغيب وجوه تاريخية عمرت طويلا تحت قبة البرلمان.
وأعلنت الهيئة المستقلة للانتخابات الخميس قائمة شبه نهائية لأسماء المرشحين الفائزين بانتخابات مجلس النواب الثامن عشر مشيرة إلى أن نتائج محافظة إربد الأولى ومقاعد الكوتا النسائية ما زالت غير مكتملة حتى الآن.
وكان نصيب المرأة في التحالف 20% من المقاعد بواقع ثلاث فائزات ما يساوي 16.6% من عدد السيدات المترشحات عن التحالف والبالغ 18 مرشحة.
وتمكن التحالف بحسب النتائج التي أعلنها على حساباته من الاستحواذ على كافة مقاعد كوتا الشيشان والشركس في المجلس وعددها ثلاثة وكانت في الزرقاء الأولى وعمان الثالثة والخامسة، فيما لم ينجح أي من مرشحي المقعد المسيحي في التحالف من الوصول إلى القبة وعددهم أربعة كانوا في عمان الثالثة وإربد الثالثة والبلقاء ومأدبا لكن منافستهم كانت شديدة وكان أبرزهم عودة قواس عن ثالثة عمان وعاكف السميرات في البلقاء.
الناطق باسم التحالف الوطني للإصلاح النائب الأسبق علي أبو السكر قال إن ما حققه التحالف إنجاز طيب بحصد مقاعد لأكبر كتلة برامجية بين الكتل المتنافسة على البرلمان.
وأشار أبو السكر إلى أن العزوف الشعبي عن التصويت في الانتخابات قلل عدد المقاعد بالإضافة للعديد من الظروف الأخرى التي أثرت مثل المال السياسي الذي انتشر بكثرة وممارسات المجالس السابقة وخاصة الأخير والقرارات التي أضرت بالشعب وحالة عدم الثقة بالمجلس ككل.
ولفت إلى أن "صمت الأغلبية من الشعب أثر سلبا في النتائج ولو تحركت الأغلبية لساهمت بشكل إيجابي في حصد التحالف عددا أكبر من المقاعد لكن النتيجة مرضية إجمالا".
وأوضح أن "الجهود التي بذلها التحالف عقب عزمه خوض الانتخابات ساهم في إقناع العديد من الناس ممن كانوا يفضلون مقاطعة الانتخابات ودفعهم لاتخاذ موقع إيجابي عبر المشاركة".
وعبر أبو السكر عن أمله في أن تكون هذه الانتخابات مدخلا لـكي "تعي السلطات أن الإسلاميين جزء من الحياة السياسية في الأردن والأوضاع تقتضي لملمة الصف الوطني وإزالة حالة الاحتقان لمواجهة الأزمات التي تواجه الوطن".
وشدد على أن "أزمات الوطن لا يستطيع فريق واحد مواجهتها ولا بد من ائتلاف جميع القوى للمصلحة العامة".
وعلى صعيد الخطوات المقبلة قال أبو السكر إن "تحالف الإصلاح" يشكل الآن "نواة لكتلة برلمانية نسعى لأن ينبثق عنه أكبر مشروع وطني سياسي يضم أطيافا عديدة من النواب".
وأدلى نحو 1.5 مليون أردني بأصواتهم من أصل 4.1 ملايين ناخب يحق لهم التصويت مقارنة بـ1.2 مليون مقترع في انتخابات عام 2013، علما بأن نحو مليون ناخب مغترب لم يتمكنوا من التصويت في أماكن إقامتهم لعدم توفر الوسائل اللوجستية المطلوبة لذلك.
وتنافس في الانتخابات 1252 مرشحا، بينهم 253 امرأة و24 مرشحا شركسيا و65 مرشحا مسيحيا، على 226 قائمة انتخابية على مقاعد مجلس النواب الـ130، علما بأنه تم تخصيص 15 مقعدا للنساء وتسعة مقاعد للمسيحيين وثلاثة للشركس والشيشان.