لا تزال تتصاعد ردود الفعل العربية والإسلامية الغاضبة على مؤتمر الشيشان الذي نظمته مؤسسة طابة الصوفية ومقرها أبوظبي في الشيشان. ووصفت صحيفة "القدس العربي" اللندنية في افتتاحية عددها الصادر اليوم (3|9) المؤتمر بأنه يمثل أنظمة متوحشة تنتهك القيم والأعراف والشرائع.
وأشارت الافتتاحية التي حملت عنوان " المفارقات المؤلمة في مؤتمر الشيشان "الإسلامي""، إلى أن مفتي نظام الأسد ودمشق عبد الفتاح البزم وشيخ الأزهر أحمد الطيب وسوقي علام مفتي مصر كانوا من بين الحضور، واعتبرت الصحيفة أن المؤتمر يحمل "رسائل سياسية عديدة موجهة نحو العالمين الإسلامي والعربي".
ونوهت "القدس العربي" بتصريح شهير لرئيس الشيشان الذي رعى المؤتمر رمضان قديروف والذي قال إنه: إنه "وجنود الشيشان جميعهم مستعدون للتضحية من أجل الرئيس بوتين".
وكشفت الصحيفة كيف يستخدم السيسي وبوتين والأسد رجال الدين لصالحهم، قائلة: "تجيء مشاركة علماء دين مصريّين وسوريين في هذا المؤتمر لتضع رابطة مباشرة بين أنظمة روسيا بوتين وشيشان قاديروف ومصر عبد الفتاح السيسي وسوريا بشار الأسد، وهي بذلك تفضح طريقة فهمها الاستخداميّة لرجال الدين الإسلامي وأسلوب توظيفها لهم في إيصال رسائل سياسية مباشرة وفجّة".
وتابعت "القدس العربي": تحشيد رجال الدين الإسلامي للتخديم على أهداف الدول الراعية للمؤتمر تفضح نسخة أخرى من «الإسلام السياسي» أجندته الأولى هي "الدفاع عن أنظمة متوحشة قادرة على انتهاك كل القيم والأعراف والقوانين المدنية والشرائع الدينية للحفاظ على سلطات طغم حاكمة" على حد تأكيدها.
وأشارت الصحيفة أن المؤتمر، أصدر المؤتمر فتوى حدّد فيها من هم أهل السنّة والجماعة واستثنى منها السلفية والوهابية وجماعة الإخوان المسلمين التي اعتبرها فرقا طائفية دخيلة على السنّة وغير مرغوب بها.
وأكدت أن المؤتمر، أثار جدلاً كبيراً على مستوى النخب الدينية والجمهور العام فظهر على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي أكثر من 110 آلاف تغريدة في يوم واحد تلى صدور بيانه ونتائجه.
وانتقدت الصحيفة المؤتمر قائلة، "مؤتمر الشيشان الذي حدّد من هم «أهل السنة والجماعة» تجاهل ما تفعله روسيا وإيران في روسيا وما يفعله الحوثيون في اليمن كما لم يتعرّض بكلمة لمن قتلوا في اعتصام رابعة، وهو أمر شديد الدلالة والوضوح وانكشاف الأجندة السياسية".
وخلصت "القدس العربي" إلى أن المؤتمر "استخدم رجال الدين الرسميين المشاركين فيه لإعطاء الاستقطابات السياسية العنيفة والثورات والأزمات الحاصلة في العالمين العربي والإسلامي طابعاً دينيّا، وهو الأمر نفسه الذي تدّعي هذه الأنظمة المستبدة أنها تحاربه!".