توعد مصدر في المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بـ «رد الصاع صاعين»، حال تجاوزت إسرائيل «الخطوط الحمراء» وذلك في تعقيبه على الغارات الجوية الكثيفة التي تعرض لها شمال قطاع غزة، ردا على إطلاق المقاومة صاروخا على إحدى بلدات الغلاف.
وقال المصدر في تصريحات لوكالة «صفا» في غزة، معقبا على الغارات الجوية الإسرائيلية قبل يومين على بلدية بيت حانون شمال القطاع «إن زمن فرض قواعد لعبة جديدة مع غزة قد انتهى».
وأكد المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه أن المقاومة سترد للاحتلال «الصاع صاعين» في المرات القادمة «إذا تم تجاوز الخطوط الحمراء».
وسبق أن ردت المقاومة بقصف عمق إسرائيل بصواريخ محلية الصنع طورتها بجهود ذاتية، خلال الحروب الأخيرة التي شنها الاحتلال ضد القطاع. وتملك المقاومة وتحديدا الجناح المسلح لحركة حماس صواريخ قادرة على ضرب مدينة تل أبيب.
وكانت قوات الاحتلال شنت غارات هي الأعنف منذ انتهاء الحرب الأخيرة على القطاع، استهدفت حدود بلدة بيت حانون شمالا.
وأطلقت الطائرات أكثر من خمسين صاروخا في غضون دقائق قليلة، ضد مواقع للمقاومة وأراض زراعية، قالت إنها ردا على إطلاق نشطاء من غزة قذيفة صاروخية على إحدى بلداتها الحدودية.
وأوقع القصف الإسرائيلي ثلاث إصابات طفيفة في صفوف السكان، غير أنه خلف أضرارا مادية كبيرة في أراضي وممتلكات السكان، وبث حالة من الهلع والخوف الشديدين في صفوف السكان، خاصة الأطفال، حيث أعادت الغارات المتلاحقة وأصواتها المرتفعة إلى الأذهان مشاهد الحرب الأخيرة الدامية.
كذلك دبت أصوات الغارات حالة من الخوف في صفوف الإسرائيليين القاطنين في البلدات الحدودية القريبة من بلدة بيت حانون.
وقال متحدث عسكري إسرائيلي في حينه إن قواته استهدفت بنى تحتية لعناصر كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، ردا على سقوط صاروخ على مستوطنة «سديروت» شمال شرق القطاع.
وحمل الناطق العسكري حركة حماس المسؤولية عن أية عملية تنطلق من قطاع غزة، كونها تتولى السلطة فيه. وأكدت مصادر عسكرية في تل أبيب أيضا أن قصف غزة «كان ردا غير اعتيادي مقارنة بكمية الأهداف».
وحملت حركة حماس، الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن التصعيد في قطاع غزة. وذهب محللون إلى أن هذا القصف الجوي وهو الأول الذي يستهدف القطاع، في عهد وزير الجيش أفيغدور ليبرمان، يعتبر بمثابة رسالة من الوزير الجديد لحركة حماس، تظهر قواعد اللعبة الجديدة في تعامل الرجل مع قطاع غزة.
وعقب تلك الغارات التي هزت القطاع، جرى التأكيد من قبل مصادر من الطرفين (إسرائيل وحركة حماس) أنهما معنيتان بإعادة الهدوء وعدم التصعيد.
وقال مصدر عسكري كبير في إسرائيل بعد الغارات، إن الجيش لم يغير سياسته في قطاع غزة، وإنه لا ينوي تصعيد الأوضاع الأمنية فيه.
وكان ليبرمان زعم أن رفع الحصار عن غزة مقابل نزع سلاح المقاومة، محاولا فرض قواعد لعبة جديدة على المقاومة، وهو ما أحبطته المقاومة ودون الحاجة لإطلاق أي صاروخ، على حد تقدير ناشطين فلسطينيين.