قالت منظمة حقوقية إن ذوي السجناء السنة الذين أعدمتهم إيران بشكل جماعي في (2|8)، كشفوا أن عناصر الاستخبارات قامت بتعذيب أبنائهم بشكل وحشي، وتهشيم أجسامهم، قبل أن تنفذ الإعدام بهم شنقاً.
ونقل مركز مدافعي حقوق الإنسان في كردستان عن عوائل السجناء الذين تم إعدامهم، بأنهم شاهدوا آثار التعذيب على جثامين أبنائهم، وكسور في أيديهم وأرجلهم تظهر بعض العظام الخارجة من الجلد.
وكان عناصر من الاستخبارات، وعناصر مقنعون تابعون للوحدات الخاصة للأمن الإيراني اقتحمت قاطع السجناء السياسيين في سجن رجايي شهر في مدينة كرج غربي طهران، واقتادت 36 شخصاً من النشطاء السنة الأكراد، المحكوم عليهم بالإعدام، إلى مكان مجهول، حيث انتشر خبر إعدام 25 منهم في اليوم التالي.
ونقل المركز عن أحد نشطاء حقوق الإنسان في سنندج، مركز محافظة كردستان، أن العوائل كلها شكت من آثار التعذيب على أجساد أبنائهم، وقالوا إنها تدل على ضربهم وتعذيبهم قبيل الإعدام. هذا في حين قامت الاستخبارات بتهديدهم بالاعتقال إذا ما تحدثوا للإعلام عما شاهدوه، بحسب ما جاء في تقرير مركز مدافعي حقوق الإنسان الكردي.
وأضاف هذا الناشط "أن قوات الأمن أوقفت كل العوائل العائدة من طهران، وأنزلتهم في ممر جبلي في منطقة صلوات أباد، القريبة من مدينة سنندج، وحذرتهم من مغبة إقامة مراسم عزاء لأبنائهم، أو التحدث عن وجود تعذيب على أجساد أبنائهم".
وكانت وكالة "هرانا" الحقوقية أفادت أن الاستخبارات عند اقتياد هؤلاء الناشطين إلى الإعدام قامت بتكبيل أيديهم وأرجلهم وتعصيب أعينهم، وانهالت عليهم بالضرب، ونقلتهم تحت تدابير أمنية مشددة من القاطع رقم 10 إلى الزنزانات الفردية قبل الإعدام.
ولاقت قضية الإعدام الجماعي ضد 25 ناشطاً سنياً في إيران، بينهم الداعية الشاب شهرام أحمدي، موجة من الإدانات الدولية ضد طهران، خاصة أن أجهزة الاستخبارات الإيرانية حاولت تلفيق التهم ووصم نشاطات هؤلاء السجناء بتنظيمات متطرفة كـ "داعش"، رغم أنهم كانوا معتقلين منذ عام 2009 بتهم الدعاية ضد النظام.
وكانت كل من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ومنظمات حقوقية دولية، أدانت الإعدام الجماعي ضد هؤلاء السجناء، وانتقدت المحاكمات غير الشفافة والاستناد إلى اعترافات مأخوذة تحت التعذيب من المعتقلين، وعدم منح المتهمين حق الدفاع عن أنفسهم.
وكان أغلب هؤلاء المعدومين نَفَوا في رسائل سربوها من السجن إلى المنظمات الحقوقية الدولية قيامهم بأية أعمال مسلحة، وأكدوا أن نشاطاتهم كانت تركز على تعاليم مذهب أهل السنة والجماعة بشكل سلمي وعلني، وعدم عضويتهم أو مناصرتهم أية تيارات متطرفة من أي جهة كانت.