فكّت فصائل الثورة السورية، في معاركها الضارية المتواصلة لليوم السابع على التوالي، الحصار عن الأحياء الشرقية من مدينة حلب، وذلك عقب تقدمها السريع وتحريرها عدداً من المواقع.
ولم يصدر عن غرفة عمليات فتح حلب، أو جيش الفتح، إعلاناً رسمياً بفك الحصار، إلا أن خرائطاً نشرتها المكاتب الإعلامية التابعة للفصائل المنضوية في تحالف جيش الفتح، وتغريدات، أكدت ذلك، وأظهرت توافقاً على التقاء المناطق المحاصرة بالمناطق المحررة.
وأكدت حسابات بعض الفصائل المنضوية في جيش الفتح، كالجبهة الشامية، "تحرير حي الراموسة بالكامل، وفتح الطريق إلى مدينة حلب".
كما أوضحت الإعلانات المتتالية عن المواقع التي حررها الثوار، السبت، تقدم الثوار إلى مناطق متصلة بالقسم المحاصر في حلب، ما يعني فكاً للحصار عن المدينة، في الوقت التي تؤكد فيه الفصائل عبر حساباتها الرسمية على شبكات التواصل استمرار المعركة.
وبعد الإنجاز الكبير يوم الجمعة، بتحرير كلية المدفعية وكلية التسليح، حرر الثوار السبت، حيث استكمل الثوار تحرير مجمع الراموسة بالكامل، وحرروا العامرية، وتلة المحروقات، والكازية العسكرية والفرن والكراج.
وشهدت معارك السبت، التقاء جيشين من فصائل الثورة، بعضها شن هجوماً من داخل الأحياء المحاصرة، والأخرى من الأحياء خارج منطقة الحصار، ليلتقي الجمعان على أستراد الراموسة، كما أكد المتحدث العسكري باسم حركة أحرار الشام "أبو يوسف المهاجر".
وأدى تحرير مجمع الراموسة الذي يضم عدداً من الكليات العسكرية إلى عزل غرب حلب، الذي يسيطر عليه النظام من خلال قطع الطريق الجنوبي المؤدي للعاصمة دمشق، ما يعني حصار نظام الأسد.
وتسعى فصائل الثورة الآن، لتثبيت المناطق المحررة، والسيطرة على "الكلية الفنية الجوية"، ليكتمل بذلك تحرير جميع الكليات العسكرية الموجودة بالمنطقة.
وأتاحت هذه "الملحمة" للفصائل الحصول على الأسلحة المخزنة في المجمع، والتي استخدمها جيش النظام في الصراع المستمر منذ خمسة أعوام كمركز لقصف المدينة وارتكاب المجازر.
وتهدف العملية التي تشنها فصائل جيش الفتح والجيش الحر في المدينة، تحت اسم "ملحمة حلب الكبرى"، إلى فك الحصار بشكل كامل عن مناطق المعارضة، الذي تواجهه منذ إغلاق طريق الكاستيلو الواصل بينها وبين الحدود التركية، قبل بضعة أيام.
وكانت المعارضة السورية أنهت المرحلة الأولى من معركة "الغضب لحلب"، التي انطلقت الأحد الماضي (31|7)، عبر السيطرة على قرية العامرية، وتلال الجمعيات، وأحد، والفردوس، والمحبة، ومؤتة، في حين كانت المرحلة الثانية السيطرة على مشروع الـ1070 شقة، أول أحياء منطقة الحمدانية غربيَّ حلب، وقرية الشرفة المتاخمة لكلية المدفعية في منطقة الراموسة جنوبيّ حلب.
وأعلنت حركة أحرار الشام إحدى أبرز الجماعات المقاتلة لنظام الأسد أن نحو 500 جندي وعنصر مليشيا شيعية تابعة للنظام وحزب الله الإرهابي قتلوا خلال هذه الملحمة وأن المعارضة كانت تتوقع أن تستمر المعركة شهرا كاملا غير أن المعركة حسمت في أسبوع واحد بعد فرار آلاف جنود النظام ومقتل عناصر "قيادية" كبيرة في حزب الله الإرهابي. وقد اعترفت مصادر إعلامية روسية بهزيمة النظام في حلب في حين يواصل حزب الله تخدير جمهوره وفق ما تقول مصادر الثورة السورية.