شهدت فرنسا خلال الأيام القليلة الماضية، بعض الأعمال المعادية للإسلام، على خلفية الهجوم الذي استهدف الثلاثاء الماضي كنيسة شمال غربي البلاد، من قبل مسلّحين اثنين تابعين لتنظيم "الدولة الإسلامية"، وأسفر عن مقتل كاهنها ذبحاً.
وبحسب قناة "فرانس 3" كورسيكا الإخبارية، فقد وجدت الإثنين، العشرات من الشعارات المعادية للإسلام على جدران قاعة للصلاة ببلدية جيزنوكسيا التابعة لكورسيكا (جنوب شرق).
وذكرت القناة أنّ كتابات من قبيل «I’Arabi Fora» أي "غادروا أيها العرب"، وقع اكتشافها من قبل السكان المحليين على مجزر لبيع اللحوم بكورسكيا أيضا، مشيرة إلى أنّ لواء من قوات الدرك بجيزنوكسيا أعلن فتحه تحقيقاً في الغرض.
ويأتي الهجوم الذي استهدف قاعة الصلاة بكتابات مسيئة للإسلام، وغيره من الأعمال المعادية التي استهدفت مساجد، بكتابات أو علامات أو رسوم لرؤوس الخنازير، بحسب مصادر ميدانية، كرد انتقامي على خلفية الهجوم الذي استهدف كنيسة بلدة "سان إتيان دو وفراي" الثلاثاء الماضي.
ووفق "جمعية مكافحة الإسلاموفوبيا في فرنسا" (مستقلة)، فقد تضررت 4 مساجد في البلاد غداة هجوم الكنيسة، حيث اقتحم شخص مسجد "تومبلان" قرب مدينة نانسي (شرق)، ليضع لحم الخنزير المقدّد، في حين دمّر حريق متعمّد، بعد يوم، جزءاً من مسجد "موريه" بمدينة "تولوز" (جنوب غرب) وأحرق سجّاد الصلاة فيه.
كما تحدّثت الجمعية نفسها عن اكتشاف كتابة الشتائم والشعارات العنصرية على جدران قاعة صلاة بضاحية "باينوليه" بباريس، إضافة إلى تعليق رأس خنزير على جدار مسجد "بيتون" شمالي البلاد.
رفض لربط الإرهاب بالدين
ويرفض شبان مسلمون في بلدة سان اتيان دي روفري ربط الإسلام بمنفذي الاعتداء الذي قتل فيه كاهن في هذه البلدة ذبحاً على أيدي شابين مسلمين.
وتقول حليمة وهي معلمة شابة إن "الإسلام قبل كل شيء كلمات سلام وتضامن ومحبة".
والتقت اثنتين من صديقاتها قرب الكنيسة التي ذبح فيها الكاهن جاك هاميل الثلاثاء الماضي، للصلاة.
وترتاد حليمة وشيماء ومريم مسجد سانت اتيان دو روفريه، الذي "لم يدخله يوماً" عادل كرميش أحد مرتكبي جريمة قتل الكاهن.
وتؤكد الشابات أنهن متدينات وملمات بالدين الإسلامي بفضل أهلهن. وتقول شيماء المتدينة: "علمني والداي قيم الإسلام ثم تابعت دروساً في المسجد".
وترى الطالبة في الحقوق البالغة 19 من العمر إن "هؤلاء الشبان" الذين يرتكبون اعتداءات "لا علاقة لهم بالدين".
وتضيف "إنها ذريعة للقتل وحجة لإهانة الآخر وإيجاد هوة بين الأديان".
وتقول حليمة: "يقولون إن الكاثوليك مستهدفون وكذلك المسلمين لأن لا علاقة لهم بهؤلاء الأفراد. إنهم يتذرعون بالإسلام".
وخارج أوقات العمل ترتدي الحجاب وتقول إنها "لم تعد تحتمل التعليقات والانتقادات".
ارتفاع بمستوى العداء
وتتساءل مريم التي تعمل في مجال التأمين عن "مكانتها في المجتمع". وتضيف: "الأمور صعبة جداً اليوم لأنه يتم خلط الأمور في الدين".
ويترجم هذا القلق بالأرقام لأن نسبة الآراء السلبية المتعلقة بالإسلام بلغت 45% وسجلت الأعمال المناهضة للمسلمين زيادة بـ 223 % بين عامي 2014 و2015 وفقاً لتقرير للجنة الوطنية الاستشارية لحقوق الانسان نشر في أبريل/ نيسان 2015.
وتمارس الشابة البالغة 25 من العمر "الشعائر الدينية بشكل كامل" لكن "لديها الانطباع بأن الطائفية أخذت تطغى أكثر وأكثر". وتقول: "في الواقع إننا مسلمون لكننا جميعاً مواطنون فرنسيون".