أحبط نظام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مشروع قرار أمريكي في مجلس الأمن، يندد بالمحاولة الانقلابية التي عاشتها تركيا اليوم السبت وأمس.
ونقلت وكالة فرانس برس عن دبلوماسيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، قولهم: إن مصر عرقلت السبت صدور بيان بالإجماع لمجلس الأمن يندد بمحاولة الانقلاب في تركيا.
وكانت الولايات المتحدة وبعد التشاور مع أنقرة، اقترحت الجمعة، مشروع بيان يشدد على ضرورة "احترام الحكومة المنتخبة ديموقراطياً في تركيا"، إلا أن مصر عارضت ورود هذه العبارة في البيان.
ومصر عضو غير دائم في مجلس الأمن وعلاقتها مع تركيا متوترة منذ الإطاحة بالرئيس المصري السابق محمد مرسي، أول رئيس منتخب ديمقراطياً في مصر، بانقلاب عسكري قاده السيسي عام 2013.
وخلال المناقشات في مجلس الأمن اعتبرت مصر أنه "لا يعود إلى مجلس الأمن تحديد ما إذا كانت الحكومة (التركية) منتخبة ديموقراطياً"، وطلبت إلغاء هذه العبارة، بحسب ما أوضح دبلوماسي معتمد في مقر الأمم المتحدة.
ورغم إلحاح الولايات المتحدة تمسك المندوب المصري بموقفه هذا، ما دفع المندوب الأميركي إلى التخلي عن مشروع البيان، لأن البيانات تصدر بإجماع الأعضاء الـ15.
واعتبرت تركيا مع عدد من الدول الأخرى وبينها الولايات المتحدة، أن نص البيان سيكون ضعيفاً جداً ما لم ترد فيه عبارة الدعم الواضح للحكومة التركية.
وحيال الموقف المصري قال أحد الدبلوماسيين "في هذه الحالة لن يكون هناك بيان".
وكان مشروع البيان القصير يعرب عن قلق مجلس الأمن ويدعو إلى "ضرورة وضع حد للأزمة الحالية"، كما يدعو "كل الأطراف في تركيا إلى احترام الحكومة المنتخبة ديموقراطياً في تركيا والتزام ضبط النفس وتجنبأاي عنف أو إراقة دماء".
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة في الجيش، تتبع لـ"منظمة الكيان الموازي"، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان شطري مدينة إسطنبول، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة، وفق تصريحات حكومية وشهود عيان.
وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية، حيث توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه مجلس الأمة ورئاسة الأركان، ومديريات الأمن؛ ما أجبر آليات عسكرية حولها على الانسحاب ممّا ساهم في إفشال المحاولة الانقلابية.
وكان أردوغان أنهى كلمة له مساء اليوم أشار فيها لنظام السيسي، قائلا لجمهاهيره،" أنتم تعرفون أن شعارنا هو شعار رابعة".