كشفت صحيفة الحياة الفلسطينية أن محمد رشيد، المستشار المالي للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وأحد القيادات المقربة من محمد دحلان مستشار أبوظبي، زار القدس المحتلة الأحد (12|6|2016)، ونزل في فندق الملك داوود، رفقة مجموعة من المسؤولين الأكراد من كردستان العراق.
وأشارت الصحيفة المقربة من السلطة الفلسطينية، أن الزيارة تخللتها لقاءات مع رئيس الكنيست الإسرائيلي، ومع ضباط من الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية.
وكشفت الصحيفة أن سلام، وهو عراقي كردي الأصل، زار مستشفى نهاريا رفقة أحد ضباط الاستخبارات الكبار، ليلتقي شخصا سوريا يتلقى العلاج هناك، واسمه مصطفى علي اللبابيدي، وزعمت الصحيفة أنه أحد كبار قادة جبهة النصرة في سوريا، وأصبح فيما بعد من قادة حركة أحرار الشام. وفق الصحيفة.
وتوجه سلام إلى منطقة القنيطرة في الجهة التي تحتلها إسرائيل، وأجرى ومن معه لقاء آخر مع مجموعة من المعارضة السورية المقيمة في تلك المنطقة، التي زعمت الصحيفة أنها على علاقة مفتوحة مع الأمن الإسرائيلي. وقد شاركت الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في اللقاء.
وأكدت الصحيفة أن خالد سلام ومن معه من الأكراد مكلفون من قبل الأمريكان بإجراء اتصالات فعّالة وسريعة مع المعارضة السورية، التي تعمل خارج داعش وجبهة النصرة، لترتيب أوراق المعارضة السورية المسلحة، خصوصا بعد الإرباك والانشقاقات التي حصلت وتحصل في وفد معارضة الرياض.
العلاقة مع الإمارات
وتقول الحياة إن الإمارات على علاقة وثيقة بما يقوم به خالد سلام، خاصة أن إقامة سلام محصورة الآن بشكل كبير ما بين أربيل وأبو ظبي، وهو على علاقة وثيقة جدا بالقيادي الفلسطيني محمد دحلان، الذي يُعرف بأنه يعمل مستشارا لولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد.
على صعيد ذي صلة، قال عضو الكنيست الدرزي عن الليكود، نائب وزير التعاون الإقليمي، أيوب قرّا، المعروف بقربه من نتنياهو لموقع "تايمز أوف إسرائيل" بعد لقائه بسلام: "ليس سرا أنني على اتصال بالأكراد واليزيديين والدروز السوريين"، ولكنه رفض مناقشة التفاصيل التي أشار إليها التقرير في الصحيفة الفلسطينية.
وقال قرا: "هناك حرب اليوم بين الكيانات الإرهابية في إيران والعالم الحر نسبيا، المدعوم من السعودية". وأضاف: "نحن ملزمون بتطوير الاتصالات مع العالم الحر نسبيا؛ من أجل التغلب على التيار الديني المتطرف. لا أنوي التعليق على زيارة شخص أو آخر. ولكن بشكل شبه يومي أجري لقاءات مع شخصيات مختلفة؛ بهدف منع الإرهاب".
ورأى مراقبون أن كشف الصحيفة الفلسطينية لقصة زيارة رشيد لإسرائيل "هو جزء من الحرب بين معسكر دحلان ومعسكر محمود عباس، لا سيما أن رشيد سبق أن كشف ما قال إنه فساد عباس ونجليه في مقالات كتبها قبل عامين، لكنه صمت، ولم يتحدث في الأمر بعد ذلك، تاركا المجال لصديقه دحلان".
سجال سابق
وكانت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، هاجمت الكاتب جهاد الخازن على أثر مقال له كشف فيه عن أن قيادة السلطة الفلسطينية ممثلة بمحمود عباس هي السبب في وقف الدعم الإماراتي للسلطة الفلسطينية بسبب تصرفاته.
ونقل الخازن عن مسؤول خليجي قوله، إن "الإمارات كانت تساعد السلطة الفلسطينية بحوالي 500 مليون دولار سنويا، وإن قرار المدعي العام بتجميد 700 ألف دولار محولة إلى جمعية سلام فياض كان السبب في وقف الدعم".
واستغربت أبوظبي حينها الاتهام الذي وجهه المدعي العام بمحاولة تبييض أموال عبر أراضي السلطة الفلسطينية، وبعد إسقاط التهمة تكشف أن الذي طلب تلفيق التهمة هو محمود عباس، وعليه فقد قررت الإمارات وقف دعم السلطة.