أعلنت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، بدء وصول وعاظ من دول عربية وخاصة من مصر والمغرب ضمن برنامج "ضيوف رئيس الدولة" الرمضاني، و من المقرر وصول 25 واعظا من أصل 35 آخرين.
وبحسب محمد مطر الكعبي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، فإن هذا العام سيشهد في مجالس الوعاظ، "مدارسة قضايا الدين الإسلامي، وإبراز قيمه السمحة، وتوعية المجتمع بضلالات الفرق والأحزاب والجماعات المتطرفة، التي أساءت عالمياً للإسلام، وأنهكت العديد من الدول بفتنتها وعنفها وإرهابها، وارتكبت أبشع الجرائم الإنسانية بحق الأوطان والإنسان والأديان" على حد تعبيره.
وأضاف: "إن عالمنا الإسلامي وخاصة العربي منه يعاني من اقتتال واحتراب، وأصبح العرب والمسلمون يقتلون بعضهم البعض، ولابد من توعية مجتمعاتنا بخطر هذا الفكر التكفيري، وبيان الصورة الحقيقية لمجتمع السلام والمحبة".
وقال الكعبي، من باب الأمانة العلمية، تقع على الوعاظ "مسؤولية تصحيح المفاهيم المغلوطة، والتي عانت وتعاني منها الأمه، وكذلك تنقية ما لصق بأذهان العامه من معلومات مضللة وخبيثة تهدم الإسلام" على حد قوله.
وتشمل محاور البرنامج ، "مدارسة آليات مواجهة الجماعات المتطرفة والإرهابية بالوسائل المجدية والفاعلة علمياً وإعلامياً، وإقامة ندوات نوعية مع المفتين لبحث مستجدات الفقه وقضاياه المعاصرة، وإقامة لقاءات وندوات مع الوعاظ والواعظات وخطباء المساجد والأئمة للتحاور حول الخطاب الديني المعاصر"، على حد قول الكعبي.
وسيشمل البرنامج محاضرات في المساجد، وفي مجالس المواطنين، وعبر وسائل الإعلام المختلفة، والأندية والمؤسسات من أول يوم في رمضان، وتتضمن فعاليات البرامج، أيضاً، ندوات وأمسيات من بينها: ندوة «التحصين الفكري ضد الأفكار الهدامة»، و«الثوابت الوطنية أمن مجتمعي»، و«الشباب تحديات وآمال»، ودورة "الإفتاء والتنمية".
تجيير رمضان لأهداف سياسية
ورغم مزاعم جهاز الأمن وجهات أخرى في الدولة على مكافحة "تسييس الدين" إلا أن تفاصيل هذا البرنامج والنسخ السابقة منه كانت تسير في استغلال الدين وتجييره نحو فقه واجتهاد أوحد يقصي كل ما دونه من اجتهادات يتسع الإسلام للكثير منها، وفرض توجهات سياسية فردية وشخصية على الناس على أنها تعاليم الإسلام.
فبعد أن سيطرت جهات أمنية وتنفيذية على الشأن الديني في الدولة تماما من مساجد وخطبة الجمعة وتعيين أئمة وخطباء محسوبين على "فقه السلطة"، أحكم الجهاز سيطرته على شهر رمضان من خلال توجيه حملة مركزة طوال هذا الشهر الكريم لتقديم ما يريد من تعليمات وتوجيهات أمنية وسياسية "بثوب من الدين"، وفق ما يقول ناشطون إماراتيون.
فسكان الدولة إماراتيين أو مقيميين لا يحملون أية شبهة تطرف أو جنوح للعنف، ومع ذلك فإن صبغة محاضرات رمضان في هذا البرنامج والبرامج الكثيرة الأخرى يغلب عليها تناول هذا الأمر. وعندما تتحدث الهيئة والبرنامج عن معاناة المسلمين، هل سيتحدثون عن معاناة المسجد الأقصى وتهويد القدس، أم سيتحدثوا عن ملايين اللاجئين السوريين أو المجازر الروسية التي تقتل فيهم، أم عن عدوان المليشيات الشيعية على الفلوجة بزعم محاربة الإرهاب؟ مراقبون، يؤكدون أن أجندة هذا البرنامج والهيئة وأبوظبي تجعل من الإسلام الوسطي السني هو هدفها الوحيد.
فهل سيقول الوعاظ أن نظام الانقلاب هو نظام شرعي وأن السيسي "ولي أمر"، أم يتحدثون عن انتهاكات حقوق الإنسان في مصر وغيرها. هل سيقول الوعاظ إن تهميش الشباب وغياب الإصلاح والاعتقالات وغياب العدالة هي أسباب التطرف، أم رفض الظلم والفساد هو سبب التطرف؟ ماذا سيقول الوعاظ بشأن مسؤولية نظام السيسي وأنظمة أخرى هي التي تقتل شعوبها، أم تحمل الشعوب مسؤولية مقتلها والتنكيل بها؟