تقدم رئيس وزراء كندا الشاب "جوستين تروندو" من مواطنه المحرر من سجون جهاز أمن أبوظبي السرية ليبي الأصل سليم العرادة بالتهنئة والتطمين مخاطبا إياه عبر حسابه بتويتر:" نحن سعداء أنت آمن الآن"، بعد أن تقدم بالشكر لكل من ساهم بالإفراج عنه بعد 600 يوم من الاختفاء القسري والمحاكمة الجائرة ذات الدوافع السياسية، بحسب منظمة العفو الدولية.
واعتقل جهاز الأمن العرادة منذ أغسطس 2014 وحتى (30|5|2016) يوم النطق ببراءته في محكمة أمن الدولة ظل في الاختفاء القسري هو وزملاء آخرين نحو 500 يوم كاملة، و100 يوم فترة محاكمته تعرض فيها للتعذيب وسوء المعاملة وفق تأكيدات أممية وحقوقية.
وتعتبر الإمارات من الدول الخطيرة على المقيمين فيها إذ يكونون عرضة للاعتقال والإبعاد والمحاكمة والغرامة الباهظة لمجرد التعبير عن الرأي، والشواهد على ذلك كثيرة على ما توثق منظمات حقوق الإنسان.
واعتقلت السلطات الأمنية العرادة عندما كانت حكومة المحافظين بزعامة ستيفن هاربر حليف أبوظبي هو في الحكم قبل أن يهزمه تروندو في أكتوبر 2015.
وسجل المسؤول الكندي الرفيع العديد من المواقف الإنسانية عندما كان في استقبال أول رحلة لاجئين سوريين إلى بلاده في المطار مع وفد وزاري كبير من حكومته ومختلف المؤسسات الكندية. كما أن وزير دفاعه هندي الجنسية، يرتدي الزي الهندوسي وبكامل مظهره الهندوسي وليس فقط الهندي وملتح، ضاربا "تروندو" مثلا حقيقيا "بالتسامح" وحقوق "المواطنة" دون أي تمييز على أي خلفية أو ذريعة كانت.
ويبرز ناشطون مفارقة كبيرة بين سعي حكومة تروندو للإفراج عن مواطنها والعمل على تطمينه وبين سلوك جهاز أمن الدولة الذي يصر على ترويع المواطنين داخل الدولة وخارجها كما فعل باختطاف الناشط الحقوقي عبد الرحمن بن صبيح بالتواطؤ مع مخابرات أندونيسيا في ديسمبر الماضي، فضلا عما كشفه "سيتزين لاب" من استخدام جهاز الأمن لطرق وأساليب تجسس على المواطنين عبر برامج خبيثة وقرصنة.