أعلنت الجمعية الخيرية الطبية الدولية "أطباء بلا حدود" أنها لن تشارك في القمة العالمية للعمل الإنساني. وقالت المنظمة إنّ انسحابها ممزوج "بخيبة أمل" بعد شهور من المناقشات التحضيرية.
وتؤكد المنظمة أن القمة ستكون بمثابة طوق نجاة للمسؤولين عن تصاعد الاحتياجات الإنسانية، أي الحكومات. كما تؤكد المنظمة أن القمة قد ضلت طريقها وأصبحت "ورقة التوت التي تخفي العورات تحت ستار من النوايا الحسنة".
وتقوم دول وحكومات عربية وخليجية بإخفاء أهدافها السياسية المرتبطة بالنفوذ والسيطرة والتوسع بغطاء من العمل الخيري. فأبوظبي تعتبر من أكبر الجهات الإنسانية المانحة للأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى، ولكنها تواجه اتهامات في أن دعمها "الإنساني" المنافس هو للتغطية على جوانب مظلمة واسعة النطاق في ثوب السلطات الأمنية التي ترتكب جملة واسعة من الانتهاكات الحقوقية.
ووصف الناطق باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية هيرفي فيرهوسل، في تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، هذه الخطوة بأنها «مخيبة للآمال» كون منظمة أطباء بلا حدود تمثل «صوتاً قوياً ومؤثراً».
ومن وجهة نظـــر منظمة أطباء بلا حدود، يوجد نقص عـــام في القـــدرة على الاستجابة التشغـيلية للطـــوارئ، لاسيما في حالات الصراع وتفـشي الأوبئة، وكثيراً ما يكون التمويل المُقــــدم من الجهات المانحة "مدفوعاً باعـــتبارات سياسية وأمنية".
وقالت المنظمة إن القمة تهدد بـ "ذوبان المساعدات الإنسانية في أعمال أوسع نطاقاً تتعلق بالتنمية وبناء السلام وأجندات سياسية".
وأعلنت وكالة أنباء الإمارات الأحد (15|5) أن ولي عهد أبوظبي وجه بتخصيص 20 مليون دولار لدعم مدينتي المكلا وعدن ضمن خطة "للتنمية" وهو الأمر الذي ترى فيه المنظمات الحقوقية تجاوز لمهام الإغاثة والعمل الخيري ويختلط فيه رغبات سياسة واستثمارية كما هو حال الجسر "الإغاثي" الجوي بين أبوظبي وسقطرى اليمنية، وأبوظبي وعدن، وأبوظبي وبنغازي، وأبوظبي ونظام السيسي، وكلها محطات يقول ناشطون إنها تخضع لاعتبارات سياسية وأمنية دعما لتوصيف المنظمة الدولية، ويقول الناشطون عند النظر إلى الجهات التي تتلقى المساعدات من أبوظبي من جهة وتلك الجهات المحرومة من المساعدات لن يستصعب الوصول لاستنتاج "أطباء بلا حدود".
كما تعتبر أبوظبي أن الأسلحة التي تزود بها الأجهزة الأمنية في اليمن والصومال ومصر وليبيا وقوات محمد دحلان سابقا في غزة، بأنها مساعدات "إنسانية".
تجدر الإشارة إلى أن منظمة أطباء بلا حدود ترى أن الطبيعة الاستثنائية للاستجابة الإنسانية، التي تختلف عن «التنمية»، هي التي تحتاج إلى دفاع قوي عنها.
وتعمل العديد من المنظمات غير الحكومية عبر الخطوط الفاصلة بين التنمية وحالات الطوارئ، لكن منظمة أطباء بلا حدود تلتزم بدور محدد تقني ومباشر في إطار تلبية الاحتياجات الإنسانية الطبية أثناء الأزمات، مؤكدة ضرورة الالتزام بالمبادئ الإنسانية، وهي عدم التحيز والاستقلال والحياد، اتباعاً للتقاليد التي وضعتها الحركة الدولية للصليب الأحمر.
و تنطلق القمة العالمية للعمل الإنساني، في إسطنبول، في (23|5) بعد ثلاث سنوات من المشاورات، وهي الأولى من نوعها وتأتي في وقت ترتفع فيه الاحتياجات الإنسانية إلى مستويات حرجة.
وتتوقع الأمم المتحدة مشاركة ستة آلاف شخص في هذا المؤتمر الإنساني التاريخي.. لكن منظمة أطباء بلا حدود عزت انسحابها إلى أنّه «لم يعد لدينا أمل بأن القمة العالمية للعمل الإنساني ستعالج مواطن الضعف في العمل الإنساني».