تزامناً مع حملات التضامن الدولية مع ضحايا مدينة حلب السورية المحاصرة، قامت إدارة برج الشعلة في العاصمة القطرية الدوحة بإنارة أضوائها باللون الأحمر للتأكيد على مساندتها لأشقائها، مع تخصيص مطاعم المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) نسبة من أرباحها لدعم السكان في إطار دعم المبادرة التي أعلنت عنها مؤسسات قطرية للفت أنظار العالم لأزمة السكان المنكوبين. ومع أفول أشعة الشمس في سماء الدوحة تلألأت مع بزوغ النجوم في الفضاء الأضواء الحمراء التي انعكس نورها على مساحات شاسعة من واجهات برج الشعلة التي تشع في الأفق لتلفت انتباه كل من تطلع إلى الفضاء وتذكره بمعاناة أناس قد تكون المسافات بعدت بينه وبينهم، إلا أن معاناتهم تظل ماثلة أمامهم.
واكتسى برج الشعلة طيلة الليل باللون الأحمر الساطع في لفتة رمزية من مسؤولي المجمع للتعبير عن تضامنهم وسكان البلد مع أهل مدينة حلب السورية التي تتعرض منذ أسابيع لقصف أوقع مئات الضحايا من المدنيين.
وجاءت المبادرة بالتزامن مع حملات عدة للتضامن تشرف عليها المؤسسات الخيرية القطرية، والتي تهدف لجمع التبرعات لسكان حلب.
أما المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) فقد اختارت عنواناً محفزاً لإعلان حملتها التضامنية مع المدينة المنكوبة.
وكشفت المؤسسة عبر حسابها في موقع تويتر أنها تخصص أرباح مداخيل مطاعمها يوم الجمعة لإغاثة حلب، وتتبرع بها بالتعاون مع جمعية قطر الخيرية. وتشارك في الحملة عدة مطاعم مشهورة تسجل إقبالاً واسعاً من الجمهور تحديداً يوم الجمعة الذي يصادف عطلة نهاية الأسبوع.
وأكدت المؤسسة لزوارها على ضرورة المشاركة بقوة في الحملة للتبرع بقيمة فاتورة الطعام الذي سيتناولونه لمن يحتاجها من السوريين المحاصرين. كما أعلنت مؤسسة الشيخ عيد الخيرية أنها جمعت مبلغ 7 ملايين و500 الف ريال (أزيد من مليوني دولار) تبرع بها محسنون من قطر لإغاثة حلب خلال برنامج نسائم الخير الاذاعي الذي بث عبر أثير إذاعة القران الكريم.
ولبّى الكثير من المستمعين برنامج النداء وسارعوا بالتبرع وجادوا بالملايين لدعم النازحين من حلب وتغطية الاحتياجات الطارئة من المواد الإغاثية والطبية. وأكدت المؤسسة أن مساعدات أهل قطر وصلت إلى أهلهم في حلب، لكنهم ينتظرون المزيد من الخيام والغذاء والدواء.
وأوضحت المؤسسة أنها تشغل حالياً 14 مخبزاً في الداخل السوري على مدار الساعة لتوفير الخبز الذي يعد الغذاء الأساسي لعشرات الآلاف من النازحين في عدد من المحافظات والمناطق السورية.
وكانت المؤسسة قد افتتحت قبل يومين مطبخاً خيرياً لتوفير 1500 وجبة غذائية يومياً للمتضررين والنازحين من مدينة حلب، بتكلفة 250 ألف ريال شهرياً، لتواصل بذلك جهودها الإغاثية في توفير مئات الخيام والبيوت المتنقلة لإيواء النازحين، وتشغيل غرفتي عمليات ميدانياً لعلاج الحالات الطارئة، واستنفار 25 سيارة بمنظومة الإسعاف لإغاثة الجرحى والمصابين. كما يمكن توفير سلة غذائية متكاملة للأسر النازحة بالتبرع بـ 150 ريالاً تكفي إطعامهم ثلاثة أسابيع. وإلى جانب هذه الحملات الاجتماعية تحركت الدبلوماسية القطرية في الأيام القليلة الماضية بشكل مكثف على الصعيدين العربي والدولي من أجل وقف قصف المدنيين في حلب. وكانت دولة قطر طلبت عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية لبحث الأوضاع في المدينة، وعقد الاجتماع بالفعل الأربعاء في القاهرة على مستوى المندوبين.
وأجرى وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني اتصالات مع عدد من نظرائه العرب والأجانب، من أجل حض المجتمع الدولي على وقف استهداف المدنيين السوريين.