أصدرت أكاديمية الإمارات الدبلوماسية، دراسة تحليلية جديدة تتناول «محاربة تنظيم داعش في ليبيا»، تعرض فيها مصادر القوة لتنظيم «داعش»، والاستراتيجية والأساليب التي يستخدمها هذا التنظيم المتطرف.
كما تبين هذه النظرة أيضاً السياسات التي يستطيع المجتمع الدولي استخدامها لمساعدة السلطات الليبية الشرعية في جهودها لمحاربة الإرهاب.
وأوضحت الدكتورة ساسكيا فان جنوجتن، أستاذ في أكاديمية الإمارات الدبلوماسية، أن تنظيم «داعش» يستغل، وغيره من الجماعات الإرهابية، الفوضى الضاربة في ليبيا، ويفرض سيطرته على مساحة كبيرة من الأراضي. وتزداد حدة هذه المخاطر في ضوء احتمال سيطرة هذا التنظيم على المنشآت النفطية وشبكات الاتجار في البشر وتجنيد العناصر المتطرفة من الدول الأفريقية. وأشارت إلى أن اتساع نفوذ «داعش» في ليبيا له تأثيرات سلبية على أوضاع الدول المجاورة، ومنها مصر التي تمتد الحدود بينها وليبيا لمسافة 1115 كيلو متراً.
كما أن الانتصارات الحاسمة على تنظيم «داعش» في ليبيا ستضعف الآلة الدعائية والإعلامية للتنظيم، ولكن قصص النجاح التي يروج لها والتدخل العسكري السابق لأوانه، قد يساعدان في انضمام عناصر جديدة له، ومنها عناصر من الغرب وأفريقيا جنوب الصحراء.
إلى جانب ازدياد تمدد «داعش» في ليبيا جراء الروابط القوية بينه وأبوبكر البغدادي، وازدهار أنشطة تهريب المهاجرين، والمساعدة التي يحصل عليها التنظيم من الموالين للنظام السابق، وانضمام العناصر المنشقة عن المجموعات الأخرى إليه. كما أثيرت مخاوف بشأن احتمال التحالف والتعاون بين تنظيم «داعش» في ليبيا وبين المجموعات المتطرفة الأخرى في القارة الأفريقية. ولكن في الوقت الحاضر، فإن اندلاع أعمال عنف وتنافس بين هذه المجموعات وتنظيم «داعش»، هو السيناريو الأقرب احتمالاً.
ولفتت جنوجتن إلى احتمال اختراق «داعش» لشبكات التهريب والاتجار في البشر في ليبيا، وتجنيد عناصر من بين المهاجرين الذين يعانون الحرمان الاقتصادي، ما يوفر له موارد مالية وبشرية سهلة المنال، مشيرة إلى أنه يجب على السلطات الليبية وحلفائها أن يقوموا بصياغة خطة مناسبة لمكافحة هذه المجموعات، بحيث تمزج هذه الخطة بين مجموعة من السياسات التي تدعم بعضها بعضاً، وتشمل الجهود الدبلوماسية، وقطع الإمدادات عن هذه التنظيمات، وفرض السيطرة على الحدود، وتقديم الدعم العسكري.
ورغم هذه الدراسة الصادرة عن أكاديمية الإمارات التي يرأسها الدبلوماسي الإسباني ليون المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا وانكشاف دوره وفقا لصحف بريطانية وأمريكية أكدت انحيازه ضد الثوار متجنبا توجيه جهوده لمحاربة الجماعات الإرهابية والانقلابية، فإن المسؤولية عن وصول ليبيا إلى هذا المستنقع واستدعاء تنظيم الدولة إليها تقع على مدير الأكاديمية الإماراتية ونظام السيسي وجهات تنفيذية وأمنية في الدولة اكد مجلس الأمن مسؤوليتها بانتهاك حظر السلاح إلى ليبيا وتزويد بعض الجماعات الإرهابية والانقلابية بالسلاح ما ساهم في وقوع ليبيا بفخ "الإرهاب".