لكل منا عادات يعلم جيدا أنها سيئة ولديه الرغبة في التخلص منها لكن ذلك ليس مهمة سهلة.
ونشرت مجلة "تايم" نتائج بحث أجرته جامعة "ديوك" الأميركية يفيد بأن 40 بالمئة من ممارساتنا اليومية لا نتخذ بشأنها قرارا لأنها أصبحت في إطار العادات.
نعم، فالإنسان -وفق تلك الدراسة- يقضي نصف يومه تقريبا بنظام "الطيار الآلي". لذلك، فإن قرار التدخل في النظام اليومي يتسم بالصعوبة.
وأضافت الدراسة أن 53 بالمئة من الأشخاص الناجحين تمكنوا من ضبط عاداتهم اليومية لتكون أقرب للعادات الجيدة والصحية في الحياة والعمل.
وحددت المجلة 8 طرق يمكن للإنسان من خلالها أن يغير أسوأ عاداته:
1. غير عاداتك السيئة واحدة تلو الأخرى: التأني وعدم العجلة والتركيز في إصلاح كل عادة سيئة على حدة أفضل بكثير من تغيير أكثر من سلوك دفعة واحدة لأن ذلك يضمن ديمومة أكثر. لذلك، يرى الباحث تشارلز دوج، مؤلف كتاب "باور أوف هابيت" أو "قوة التعود"، أن تغيير أكثر من سلوك في وقت واحد قد يصيب الإنسان بالضيق ويشعره بضغوط تهدد حماسه لذلك.
2. لا تتوقف فجأة لكن كن أكثر وعيا: تفيد الصحيفة بأن سر النجاح يكمن في عدم التوقف فجأة عن العادة. لكن تقليل عدد مرات القيام بها يوميا وينطبق ذلك على كافة العادات بدءا من شرب القهوة والتدخين ولا ينتهي عند عدد مرات تصفحك لفيسبوك أو إنقاص الوزن. فالإستراتيجية التي ينصح بها التقرير تتمثل في أن بذل جهد في التحكم في رغبات الاإسان يؤدي إلى تغيير العادات دون وعي من الإنسان بذلك، بحسب هاورد راكلين الباحث في علوم السلوك الإنساني.
3. لا تغير نفسك لكن غير العالم من حولك: تنصح المجلة بتهيئة المناخ اللازم للتمسك بالتغيير. فوفقا للباحث السلوكي دان ايلري، فالبيئة المحيطة بالإنسان تؤثر على عاداته بشكل كبير. ويقول الباحث "أؤمن أن الإنسان هو من يتخذ القرارات في حياته لكن البيئة لها تأثير كبير على تلك القرارات". وأعطى مثالا لذلك بالتوقف عن الطعام الذي يحتوي على سعرات عالية عن طريق تجنب شرائه وتجنب التسوق وقت الجوع.
4. ابتعد عن الضغوط: يرى العلماء أن أول الطريق لتبني العادات السيئة هو الضغط النفسي بينما يمهد الاسترخاء الطريق لصفاء الذهن والقدرة على اتخاذ قرارات والإرادة لتنفيذها.
5. كن حريصا على استبدال العادات بأخرى: ويقول تشارلز دوج إن استبدال الحلوى بالفواكه على سبيل المثال يساعد على انقاص الوزن بشكل أكثر ديمومة من التوقف عن الحلوى فجأة. ويضيف أن استبدال كل عادة سيئة بعادة جيدة يخدع الطريقة الاوتوماتيكية التي يتصرف بها الإنسان في كثير من الأحيان.
6. "ماذا لو" و "ماذا بعد": من الأسئلة التي تساعد الإنسان في إدراك تبعات عاداته. وبالتالي، فالنصيحة التي يمكنها دمج السؤالين، بحسب التقرير هي التخطيط المسبق لأن ذلك يساعد في تحقيق الأهداف بداية من الحمية الغذائية ونقصان الوزن وحتى تنظيم الوقت والتفاوض. وبحسب التقرير، فإن 91 بالمئة ممن يضعون خططا يكونون أكثر قدرة على الحفاظ على عاداتهم الجديدة مثل تخصيص وقت للرياضة على سبيل المثال.
7. سامح نفسك: يقول الباحث ريتشارد وايزمان إن احتمالات العودة إلى العادات القديمة دون رجعة تزداد مع عدم قدرة الإنسان على مسامحة نفسه واللوم الزائد للنفس الذي يدفع دائما إلى التوقف عن المحاولة بدلا من تخطي العقبة والاستمرار بها.
8. اطلب دعم من هم حولك: ويفيد التقرير بأن تشجيع الأصدقاء أو الأهل أو من هم في محيط الراغب في التغيير يساعده كثيرا على تحقيق أهدافه وخاصة إذا كان لدى هؤلاء الأشخاص أهداف مماثلة سواء في العمل أو الرغبة في اتباع عادات أكثر صحية. فالأصدقاء لا يمكنهم فقط جعل من حولهم أكثر سعادة بل قد يضمن