أعلنت هيئة الفجيرة للسياحة والآثار عن اكتشاف مستوطنة بشرية بمنطقة قدفع بالقرب من المدفن الأثري، تعود إلى بداية الألفية الثانية قبل الميلاد. ويأتي الكشف الجديد بعدما استهلت الهيئة موسم المسح والتنقيب والبحوث الأثرية في فبراير الماضي، بالتعاون مع بعثة الآثار الألمانية.
وقال رئيس مجلس إدارة الهيئة، أحمد خليفة الشامسي «تم اكتشاف المستوطنة البشرية بمنطقة قدفع التي تقع شمال شرق مدينة الفجيرة، وذلك خلال أعمال موسم البحوث الأثرية الأول الذي تجريه الهيئة بالتعاون مع بعثة الآثار الألمانية، حيث تعود المستوطنة الى بداية الألفية الثانية قبل الميلاد ولايزال هناك العديد من الدراسات والبحوث والتحاليل التي سوف تقام بالمستوطنة، والتي تحدد مؤشرات دقيقة لتاريخ المستوطنة البشرية ومستويات السكن فيها».
وأكد مدير الهيئة، سعيد السماحي أن «مهام الموسم الأول للبعثة الألمانية التي بدأت أعمالها منذ 19 فبراير الماضي بقيادة الدكتورة كريستينا بفيفر أنجزت العديد من المهام منها تنقيب مواقع مهددة بالخطر، وتضمنت المهمة تنقيباً إنقاذياً في أحد الأكوام الحجرية بيضاوية الشكل بمنطقة القرية داخل الساحة الخارجية لمسجد تحت التشييد، وقد تم تنقيب الموقع بالكامل وكذلك توثيقه وتسجيله، وتبين أن الموقع عبارة عن مدفن يقع ضمن مجموعة كبيرة من المدافن التي تكون مقبرة يعود تاريخها إلى عصر وادي سوق المقدر تاريخه بالفترة من 1600 حتى 2000 قبل الميلاد، استناداً إلى مقارنة كسر الفخار التي عثر عليها داخل المدفن، ولم يعثر إلا على بضع كسر من العظام يرجح أنها تعود للشخص المتوفى».
وقال إن «النصف الثاني من الموسم كرس للمسح في الأودية البكر وعموم المواقع الثقافية المعرضة للخطر، نظراً للتحولات السريعة في الطبيعة والساحل والجزء الشرقي من سلسلة جبال الحجر والعديد من المواقع الطبيعية الثقافية الثمينة والأصلية والمواقع الأثرية المهددة بالزوال».
وأشار رئيس قسم الآثار بالهيئة، صلاح علي حسين، إلى أن اكتشاف المستوطنة البشرية جاء ضمن أعمال التنقيب التي تقوم بها بعثة الآثار الألمانية بمنطقة قدفع استكمالاً لأعمال التنقيب التي قامت بها إدارة التراث والآثار، بالتعاون مع إدارة الآثار في العين، في العامين 1995 و1996، بالمنطقة الأثرية الثانية بقدفع حيث بقايا بناء من عصر البرونز كانت قد نقبته. وقال «لأن الموقع يظهر جدراناً تعود إلى عصر البرونز المتأخر تعد نادرة جداً فقد تقرر أن تقوم البعثة باستكمال التنقيب باستخدام أساليب التوثيق الحديثة لغرض دراسة الطبقات والتراكيب البنائية الماثلة، وتم من خلال التنقيب تحقيق الأغراض باتضاح شكل الموقع، والعمل جارٍ على إيجاد مؤشرات للتاريخ والاستيطان ومستويات السكن وتفسير نسق وتصميم بقايا الأبنية والجدران».
وأكد أنه «من خلال مهام بعثة الآثار الألمانية تم إجراء المسح الأثري في العديد من الوديان البكر جنوب إمارة الفجيرة سعياً للعثور على أنماط ونماذج استيطانية من عصر ما قبل التاريخ وما بعده. وأولى البحث اهتماماً خاصاً بمناطق جغرافية بعينها لربما كانت تحتمل أن تكون مناطق استيطانية أو زراعية للسكان القدماء إبان العصر البرونزي».