لم يمض على تصريحات الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي بضعة أيام والتي اتهم فيها أبوظبي بتمويل إجهاض وتقويض الربيع العربي بتخطيط إسرائيلي، ما أثار ردود فعل مستنكرة من جانب الوزير أنور قرقاش، حتى كشفت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، أن دولة الإمارات ضخت كثيرًا من الأموال، في إطار جهودها الهادفة إلى إجهاض الربيع العربي، وتهميش دور الإسلام السياسي في المنطقة.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها بعنوان “الإمارات تضخ أموالًا لتهميش دور الإسلام السياسي في المنطقة”، أن أحد أسوأ الأدوار التي تقوم بها دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تتمثل بمحاربة الإسلام في الحياة العامة في البلاد العربية، لا سيما تلك التي حط فيها قطار ثورات الربيع العربي هي ضخ الكثير من المال لتهميش الإسلاميين.
وبحسب التقرير فإن الدلائل تورط الإمارات في مخطط إسقاط الثورة اليمنية، تماما كما حدث في مصر ويجري التنسيق له في ليبيا الآن، فعدة اتصالات تمت مع نجل الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح والحوثيين، ولا زالت تجرى حتى الآن.
واستدل التقرير بعدة كتابات لضاحي خلفان قائد شرطة دبي الأسبق عندما قال إن اليمنيين: “قطيع من الأغنام حقنهم مرشد الإخوان المسلمين بالغلط”، كما دعا خلفان دول الخليج لعدم التبرع لليمن.
وكتب اليوم الاثنين (25|1) خلفان تغريدة قال فيها، لا بارك الله في الربيع العربي الذي جاء بالمرزوقي ومرسي وتوكل كرمان.
وكانت تسريبات سابقة ذكرت أن عبد الله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي اتصل شخصيًا بـ أحمد علي عبد الله صالح نجل الرئيس اليمني المخلوع، وبلغه عبر الهاتف استعداد الإمارات لدعم ترشيحه للرئاسة في 2014، وأن الإمارات ستقدم المليارات لدعم ترشيحه.
ومؤخرا تم الكشف عن خطة إماراتية تسعى لإعادة أحمد صالح لحكم اليمن مقابل خروج المخلوع صالح من اليمن لمدة 15 عاما ومحاربة الحوثيين ولكن الرياض رفضت هذا المخطط تماما.
أما في الشأن المصري، فقد أكدت مصادر عدة أن الإمارات دعمت ومولت عزل الرئيس الأسبق، محمد مرسي، فضلًا عن ترحيبها وتغطيتها السياسية للسلطة العسكرية في مصر، والتي أكد تقرير نشره "ميدل إيست آي" أن الإمارات قدمت 25 مليار دولار دعما لنظام السيسي وليس كما هو معلن 18 مليار دولار.
وعرض نظام السيسي مؤخرا على صندوق أبوظبي للتنمية شراء سندات دولارية بقيمة 10 مليار دولار لإنقاذ الاقتصاد المصري الآيل للانهيار التام.
وتدعي الإمارات أن الأموال التي تضخها إنما هي محاولة للوقوف بجانب مصر ودعم اقتصادها المتردي بعد ثورة الـخامس والعشرين من يناير.
وما يؤكد هذه المغالطة هو ما أعلنه أحمد العبار رئيس شركة إعمار العقارية اليوم الاثنين من فشل التوصل لاتفاق بين الشركة ونظام السيسي على بناء العاصمة الإدارية.