نشرت صحيفة الاندبندنت البريطانية تقريرا صحفيا إنسانيا وسياسيا مؤثرا يظهر مدى التدهور الأخلاقي والوطني الذي يتصرف جهاز الأمن بموجبه اتجاه الشعب الإماراتي.
فقد نشرت الصحيفة قصة نجل الناشط الإماراتي أحمد محمد الشيبة، محمد، والذي يعاني من شلل دماغي يفقده القدرة على الكلام والتحرك بدون مساعدة، وكيف أن جهاز الأمن يمنع لحاقه بذويه كون والده ناشطا حقوقيا.
وأشارت الصحيفة أن محمد البالغ من العمر نحو 20 عاما يمنعه جهاز الأمن من الانضمام لعائلته الموجودة بالفعل في لندن ( وصلت مؤخرا وقبل كانت تعاني المنع والمضايقات والحصار). وقالت الصحيفة أن محمد نقل للمستشفى بالشارقة مؤخرا لارتفاع درجة حرارته ليكتشف الأطباء أنه يعاني من مشكلات نفسية.
وتنقل الصيحفة عن والد محمد أن شقيقته التي تمرض محمد تقول" إن محمد دائما ينظر إلى الباب متوقعا أن والدته هي القادمة".
ونوهت الصحيفة إلى أن النعيمي الأب ممن واجهوا حملة قمع شديدة في الدولة بعد الربيع العربي وأثناء رئاسة محمد مرسي في مصر.
وتقول الصحيفة إن السلطات الأمنية ادعت على ناشطين إماراتيين من بينهم النعيمي بأنهم يخططون لقلب نظام الحكم.
وأشارت الصحيفة إلى الانتقادات الحقوقية الدولية حول محاكمة الناشطين في الإمارات والتي تعود لأسباب سياسية مرتبطة بتخوف حكام في الخليج من صعود الإخوان المسلمين في أعقاب الربيع العربي.
ونفى النعيمي للصحيفة صحة الاتهامات التي يوجهها جهاز الأمن وأن جمعية الإصلاح جمعية مدنية سلمية تماما، متسائلا: ما ذنب محمد أن يمنع من السفر وهو يعاني ما يعانيه؟
وأشارت الصحيفة أن زوجة الناشط النعيمي وأبناءه منعوا عدة مرات من السفر إلا أنهم استطاعوا مؤخرا بطريقة ما من اللحاق برب الأسرة.
والأنكى من ذلك، فقد أكد النعيمي الأب أن بطاقة التأمين الصحي لمحمد قد ألغيت ما يؤدي إلى صعوبة حصوله على العلاج.
وختم الأكاديمي للنعيمي قائلا، لن أيأس ولن أتوقف ولن أتخلى عن ولدي محمد.
وأكدت الصحيفة البريطانية، أن سفارة الدولة في لندن رفضت التعقيب على تساؤلاتها بشأن مأساة محمد، وفي العادة عندما ترفض سفاراتنا من الرد على الإعلام فإن هناك لديها شيئا تخفيه ولا تجرؤ على نفي ما يمكن تأكيده والتحقق منه.