نشرت الكاتبة اليسارية اليمنية المعروفة بشرى المقطري مقالا مهما حول العلاقة بين أبوظبي والتجمع اليمني للإصلاح، إخوان اليمن"، بعنوان "الخصومة مع حزب الإصلاح".
المقطري اتهمت بعض أطراف التحالف في بداية مقالها "محاولتهم الدؤوبة لصياغة شكل اليمن الذي يريدونه"، رغم فداحة الثمن التي يمكن أن تخلفها "حربٌ بلا أسس أخلاقية" على حد وصفها.
وقالت الكاتبة اليمنية إن هذه المحاولات لأطراف التحالف قد كشفت "عرَجَ" أجنداتها السياسية، وأبرزت تناقضاتها البينية على "تحديد القوى اليمنية التي يراد لها أن تحكم، ومن يجب تجريفها بقوة منذ الآن"، على حد تعبيرها.
وأكدت الناشطة اليمنية أن هذه الأطراف لم تراع حساسيات الشعب اليمني فعمدت إلى " تنمية صراعات خفية بين القوى اليمنية، من دون الاحتراز للأثر الكارثي لهذه السياسة، التي تهيىء لعنفٍ يمنيٍّ آخر، يلوح في الأفق".
وتابعت المقطري أن سياسة هذه الأطراف، ستترك أثرا سلبيا على سير المعارك في مدن المواجهات المشتعلة، خصوصاً في مدينة تعز التي تخوض فيها جميع الأطراف حرباً استنزافية للتحكم، تمهيداً للسيطرة على تمثيلات السلطة اليمنية القادمة، أكثر من كونها من أجل حسم المعركة.
وبالتفصيل بشأن تعز أردفت الكاتبة، تشهد مدينة تعز حرباً شرسة بين المقاومة الشعبية ومليشيات الحوثي وصالح، ما ضاعف أعداد الضحايا.
وتتابع، "بالتوازي مع المعارك في تعز، تدور حرب عسكرية وسياسية من نوع آخر، لا تقل فداحةً، ولا كلفة، عن الاقتتال الأهلي، بين الإمارات وحزب التجمع اليمني للإصلاح".
وأكدت الناشطة اليسارية، "تشن الإمارات حرباً على مستويات متعددة ضد حزب الإصلاح (الإخوان المسلمين في اليمن) بصورة أكثر وضوحاً عمّا كانت عليه في بداية "عاصفة الحزم".
ودللت المقطري بما ذهبت إليه، "أسفرت عملية تحرير مدينة عدن، التي قادتها الإمارات، عن تغيير ملحوظ، ليس فقط في المشهد العسكري والسياسي اليمني، بل وحتى في العلاقات بين دول الخليج المشاركة في التحالف العربي؛ حيث جعلت من الإمارات لاعباً إقليمياً رئيسياً، له أجندته السياسية الخاصة، والساعي إلى فرضها على الحلفاء وعلى اليمنيين على السواء".
ورأت المقطري أنه منذ يوليو الماضي، تقدم الإمارات على اختبار نفوذها في اليمن، بتصفية حساباتها مع "الإخوان المسلمين" بمعاداة حزب الإصلاح، ساعية إلى حرمانه من أي استحقاق سياسي، والذي بدأ بضغطها على الرئيس اليمني، لعزل محافظ عدن الذي ينتمي لحزب الإصلاح، وإدارتها الحرب وفق عدائها لهذا الحزب، حتى أنها رفضت توجه قوات التحالف صوب مدينة تعز التي تتبع عسكرياً المنطقة الرابعة، أي مدينة عدن، خوفاً من قطف "الإخوان" ثمار انتصار في المدينة.
وكشفت الناشطة اليمنية عن أساليب خطيرة قامت بها أبوظبي ضد المقاومة في تعز، قائلة، تصاعدت وتيرة حرب الإمارات على حزب الإصلاح، فعطلت إيصال المساعدات العسكرية إلى المقاومة، وذهبت غالبية الدعم العسكري المحدود إلى السلفيين. وأدى تصاعد الخلاف حول تمويل المقاومة في تعز إلى بطء عملية تحرير المدينة، وحتى في انتكاستها، كما يحدث الآن".
ونوهت المقطري، "انتقلت الحرب الإماراتية من "التحرير" ودعم الشرعية إلى حربٍ على "الإصلاح"، كان أكثر تعبيراتها تصريحات الوزير الإماراتي، أنور قرقاش، الذي اتهم "الإصلاح" بالتخاذل، والتركيز على تدعيم سلطتهم، محملاً إياه مسؤولية تأخير تحرير المدينة، كما رافقت ذلك حملة إعلامية مكرسة للنيل من "الإصلاح" مرة أخرى، في صحيفة "الخليج" الإماراتية، وفي قناة "سكاي نيوز" العربية".
واستطردت الكاتبة اليمنية، "تحول موقف الإمارات من ناصح لحليف داخلي إلى التدخل المباشر في الشأن اليمني، وتوجيه المعارك، وفقاً لأجنداتها".
وحول تداعيات "خذلان أبوظبي للمقاومة" تقول المقطري، ينبغي النظر "إلى مدلولات الحرب الممنهجة وغير المسؤولة، والأبعاد الكارثية لسياسة الإمارات وعملها الدؤوب على تجريف القاعدة الاجتماعية لحزب الإصلاح لصالح الجماعات السلفية".
ووصفت المقطري هذه السياسة لأبوظبي بـ "الخفة السياسية" التي تنتهجها الإمارات إذ لم تعد تتساءل ما إذا كانت سياستها تحقق الاستقرار الداخلي لليمن والإمارات والخليج أم لا.
وباتهام واضح وجهته الكاتبة لأبوظبي بالمسؤولية عن رعاية الجماعات الجهادية التي تمارس الإرهاب، قالت الناشطة اليسارية، الإمارات تبقي في "اليمن "فقاسة" للتنظيمات السلفية الجهادية المتشددة، مما يعني نشوب دورات عنف يمنية أخرى، وتهديد استقرار اليمن وأمن الخليج والمنطقة".
وتابعت، "العداء الأعمى للإخوان المسلمين في المنطقة العربية، ولحزب الإصلاح اليمني تحديداً، جعل الإمارات لا تدرك مخاطر سياساتها، وكُلفها الإنسانية والسياسية على اليمن واليمنيين".