أسفر مؤتمر المعارضة السورية بالرياض الذي أنهى أعماله الخميس (10|12) عن توافق سوري واسع النطاق على التعامل مع المرحلة الراهنة من تاريخ ثورتهم ومع مستقبل سوريا بدون الأسد. وتوالت ردود الفعل الروسية والإيرانية ونظام الأسد الذين رفضوا مخرجات المؤتمر كونه قدم للعالم معارضة موحدة للتفاوض مع نظام الأسد وهو ما كانت تتذرع موسكو بغيابه.
الموقف الإماراتي من الثورة السورية نفس موقفها من الثورة المصرية والليبية والتونسية إذ تدعم أبوظبي بقاء بشار الأسد في السلطة وتصنف معظم فصائل الثورة السورية على قائمتها "الإرهابية" والذين شارك منهم في المؤتمر حركة أحرار الشام وجيش الإسلام وجيش الفتح وغيرهم، وهم من الحركات المصنفة إرهابية على القائمة الإماراتية.
وقد حاولت أبوظبي منذ نحو عام بالتنسيق مع نظام السيسي لعزل الفصائل الإسلامية عن الثورة السورية وتضعها في سلة واحدة مع داعش، غير أن مؤتمر المعارضة السورية المنعقد في يونيو الماضي بالقاهرة وبرعاية رسمية من الخارجية المصرية فشل في تحقيق أي هدف من أهداف أبوظبي والقاهرة.
أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية عقب على مؤتمر المعارضة السورية "بتصريحات إعلامية" رأى محللون أن أبوظبي ليس بوسعها أن تصرح بالعلن إلا بذلك أو تلتزم الصمت، ولكنها - يقول المحللون- فضلت التعقيب على المؤتمر.
قرقاش قال في تعليقه، "إن اتفاق المعارضة السورية خلال مؤتمر الرياض هو إنجاز مهم للمملكة العربية السعودية ولدورها المحوري في حل الأزمة السورية".
وقال قرقاش على "تويتر" إن "اتفاق الرياض خطوة إيجابية في معالجة الأزمة السورية" ويظهر" محورية الدور السعودي" في حل الأزمة. وأضاف إن "انتقال العمل السياسي السوري إلى الرياض خطوة إيجابية نحو معارضة موحدة مؤثرة".
وإزاء "نحو معارضة موحدة" تساءل ناشطون إن كان قرقاش يقصد ما يقول، هل ستتم إزالة أسماء هذه الحركات من قائمة الإرهاب الإماراتية، ليس فقط من أجل "معارضة موحدة" وإنما لأن هذه القائمة تضع عقوبات ضد الجماعات المدرجة عليها وضد الدول "الراعية للإرهاب"، وقد سبق أن هدد إعلاميون إماراتيون وسعوديون في عهد الملك الراحل عبد الله بمعاقبة قطر كونها "ترعى إرهاب" جماعة الإخوان المسلمين المصنفة إرهابية في القائمة الإماراتية؟
ويرى محللون أن نتائج مؤتمر المعارضة السورية أعاد الزخم للثورة وفتح آفاقا واسعة لدعمها سياسيا وعسكريا وقطع يد "نظام السيسي" عن محاولات شقها وإن لم تعبر القاهرة عن أي رد فعل حتى الآن، إلا أن مراقبين يرجحون أن معاكسة القاهرة للرياض لن يتوقف، ما دامت القاهرة تتحرك بفكر أيديولوجي وأمني بحت ضاربة بعرض الحائط المصالح الاستراتيجية العليا للأمن القومي الخليجي والعربي كما يتهم المراقبون.