ساعات قليلة فصلت بين الإعلان الروسي الرسمي عن بدء العمليات العسكرية الروسية الجوية بطلب عاجل من نظام الأسد وتصويت البرلمان الروسي بالموافقة عليها وخطابين متناقضين للرئيس الروسي بوتين والرئيس الأمريكي أوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الاثنين (28|9) وبعد قمة أظهرت الخلافات بين موسكو و واشنطن بشأن الأسد. كما انطلقت الحرب الروسية بعد وقت قصير من تأكيد السعودية مجددا على لسان وزير خارجيتها عادل الجبير في خطاب له بالأمم المتحدة على رفض الخطة الروسية بشأن الأسد وتخييره بين الرحيل أو العمل العسكري وفق الجبير.
كما سبق انطلاق التدخل الروسي العسكري رسميا موقف قطري معارض للتدخل الروسي كما ورد على لسان وزير خارجية قطر في مقابلة مع صحيفة "الحياة" أجراها في نيويورك على هامش مشاركته اجتماعات الأمم المتحدة ضمن وفد يرأسه أمير قطر الذي أكد أيضا في خطابه أمام الأمم المتحدة أن الخطة الروسية تتجاهل أسباب الأزمة السورية.
وتوالت الملاسنات الروسية الأمريكية طوال ال"48" ساعة الماضية مع روسيا. إذ اعتبر بتريوس رئيس الاستخبارات الأمريكية السابق أن روسيا تعتزم إعادة إحياء الإمبراطورية الروسية عبر سوريا، في وقت طالب فيه وزير الخارجية الفرنسي فابيوس من روسيا إثبات جديتها في محاربة داعش والبدء في استهداف التنظيم، كما انتقدت لندن من جانبها التدخل الروسي الذي تكشفت بعض فصوله وأشكاله بالعمليات العسكرية التي انطلقت قبل ظهر اليوم.
وفي التفاصيل الإجرائية، وافق مجلس الاتحاد الروسي (البرلمان)، الأربعاء، على قيام الجيش بمهام خارج البلاد، بعد طلب تقدم به الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في حين أعلن الكرملين أن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، طلب مساعدة عسكرية عاجلة من موسكو.
وصوت أعضاء المجلس بالإجماع على السماح باستخدام القوة العسكرية في الخارج، بهدف إتاحة المجال أمام الجيش الروسي لشن ضربات ضد "المسلحين" في سوريا.
في هذه الأثناء، قال الكرملين إن الأسد طلب مساعدة عسكرية عاجلة من روسيا.
وقال مدير الديوان الرئاسي، سيرغي إيفانوف، إن القرار يطال السماح باستخدام القوات الجوية في سوريا.
وشدد إيفانوف على أن "طلب استخدام القوة العسكرية أتى بعد الأخذ بعين الاعتبار الأعداد الكبيرة المتزايدة للمواطنين الروس الذين ينضمون للجماعات المسلحة" في سوريا، مشيراً إلى أن ذلك "يهدد الأمن القومي الروسي في حال عودتهم".
ونقلت وسائل إعلام عن المسؤول الروسي تأكيده أنه "سيتم ضرب مواقع المسلحين جوّاً بعد طلب الحكومة السورية"، وأضاف أن حملة القصف ستكون محددة زمنياً.
من جهته، أوضح مسؤول بالخارجية الروسية، لرويترز، أن الجيش الروسي سيوجد على الأراضي السورية، مؤكداً وجود تنسيق عسكري مع واشنطن بشأن الضربات الجوية.
وأضاف المصدر، الذي لم يكشف عن اسمه، أن بغداد ستكون مركز تنسيق العمليات الروسية في سوريا.
وكانت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي، فالنتينا ماتفيينكو، قالت في مستهل جلسة الاتحاد، الأربعاء: "سننظر في مسألة تتعلق باستخدام القوات المسلحة للاتحاد الروسي خارج حدود روسيا".
وتصاعدت مؤخراً وتيرة انخراط روسيا في الأزمة السورية، وتواترت الأنباء عن قيامها ببناء قواعد عسكرية جديدة في شمال غرب سوريا، وإرسال طائرات عسكرية إلى هذا البلد، لمساندة حليفها بشار الأسد في معاركه ضد الفصائل الثورية وكتائب المعارضة المسلحة لإخماد الانتفاضة المستمرة ضد نظامه منذ نحو 5 أعوام.
وزعم حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني الذي انخرط في الصراع في سوريا إلى جانب النظام ضد الشعب السوري منذ نحو سنتين أن المشاركة الروسية في الحرب سوف تؤثر على سير المعارك لصالح النظام معتبرا أن التدخل الروسي ليس وليد اللحظة وإنما جاء "التحضير له مع الدول المعنية"، وكان عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني عبد الله الثاني و ولي عهد أبوظبي أنهوا الشهر الماضي زيارة إلى موسكو. وكانت أكدت تسريبات أن قاسم سليماني الممنوع من السفر بموجب العقوبات الدولية قد زار موسكو مؤخرا أيضا.