وجهت صحيفة "الثورة" السورية الناطقة بلسان نظام الأسد الثلاثاء انتقادا لاذعا إلى الولايات المتحدة معتبرة أن المقاتلين المعارضين الذين دربتهم وهددت بضرب الجيش السوري في حال تعرضه لهم، "ليسوا سوى الوجه الآخر للتطرف"، في حين شكك مسؤول أمني سوري بجدية هذه التهديدات واعتبرها "أطروحات اعلامية"، على حد قوله.
وكان المتحدث باسم البيت الابيض جوش إيرنست أعلن أن على النظام السوري "ألا يتدخل" في العمليات التي تقوم بها القوات المعارضة التي دربتها الولايات المتحدة لمحاربة الجهاديين واإلا فإن "خطوات إضافية" قد تتخذ للدفاع عنها.
وأضاف إيرنست أن الولايات المتحدة "ملتزمة باستخدام القوة العسكرية عند الضرورة لحماية مقاتلي المعارضة السورية الذين دربهم وجهزهم التحالف".
وكتبت صحيفة الثورة إن “أولئك الإرهابيين الذين تتنطح (الولايات المتحدة) لحمايتهم ليسوا إلا الوجه الآخر للتطرف الذي تعانيه سوريا وسوف تحاربهم حتى القضاء عليهم".
وأضافت "إن إصرار الدولة العظمى على الدفاع عن أولئك المدربين على أيديها يؤكد كذبة محاربة داعش الذي شكلت من أجله تحالفا دوليا يؤدي عروضا مسرحية وأفلاما هوليوودية على الأراضي السورية والعراقية" على حد وصفها.
ويطلق نظام الأسد تسمية "الارهابيين" على كل الأطراف التي تواجهها منذ بداية الثورة في البلاد سواء كانوا محتجين سلميين أو مقاتلين أو جهاديين ينتمون إلى تنظيم "داعش" وجبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا.
ويشن الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة منذ سبتمبر 2014 ضربات جوية على مواقع هذين التنظيمين. ولم تقم الولايات المتحدة، التي طالبت عدة مرات برحيل الرئيس السوري بشار الأسد، بأي عملية عسكرية ضد قواته.
واختطفت جبهة النصرة عددا من قادة وعناصر هؤلاء المقاتلين الذين دربتهم واشنطن وقالت إن مهمتهم محاربة "الإرهاب" في إشارة إلى داعش والنصرة. وهددت الولايات المتحدة بحمايتهم وتقديم الدعم الجوي لهم.
وتطالب روسيا كلا من السعودية والأردن وتركيا بدمج نظام الأسد لمحاربة الإرهاب على اعتبار أن ذلك يمنح نظام الأسد قبولا دوليا وإقليميا وهو ما ترفضه العواصم الثلاث معتبرين أن قمع الأسد لثورة الشعب السوري هي التي سمحت بظهور الإرهاب والتطرف في كل المنطقة.
وانتقد وزير الخارجية سيرغي لافروف في اجتماعه بالدوحة أمس (3|8) بعد اجتماعه بوزير الخارجية السعودية عادل الجبير ووزير الخارجية الأمريكية جون كيري هذه القوات معتبرا أن هذا الأسلوب ليس الأسلوب المناسب "لمحاربة الإرهاب"، مقترحا أن يرافق الغارات الجوية التي يقوم بها التحالف ضد داعش والنصرة تدخل الجيش السوري بريا وبالتنسيق مع حكومة دمشق.