قال موقع ميدل إيست أي البريطاني: إن الثقة بين المليشيات الشيعية في العراق والمدعومة من إيران وبين الولايات المتحدة الأمريكية باتت معدومة، الأمر الذي سيؤثر على طبيعة المعركة المقبلة التي تخوضها تلك القوات ضد مقاتلي التنظيم في العراق.

ويشير الموقع إلى أن التوتر داخل المليشيات الشيعية وعلاقتها مع الولايات المتحدة وصل إلى حد غير مسبوق، إذ اتهمت تلك المليشيات الولايات المتحدة الأمريكية بقصف مقاتليها في ساحة المعركة.

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية أرسلت نحو 3500 جندي أمريكي بالإضافة إلى وجود 1500 جندي متعدد الجنسيات بناء على طلب الحكومة العراقية، وتم إرسالها لتوفير التدريب والمعدات وتقديم المشورة والمساعدات لقوات الأمن العراقية، وتم نشر تلك القوات في قاعدة عين الأسد الجوية وقاعدة التاجي شمال بغداد، وقاعدة البسماية ببغداد وقاعدة الحبانية.

المليشيات الشيعية وعلى رأسها عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله ومنظمة بدر، التي تمثل العمود الفقري لقوات الحشد الشعبي، اتهمت في أكثر من مناسبة الطائرات الأمريكية باستهداف مقاتليها بدلاً من استهداف تنظيم "الدولة الإسلامية".

ادعاءات المليشيات الشيعية تستند على عدد من الغارات الجوية التي شنها التحالف عن طريق الخطأ واستهدفت وحدات عسكرية عراقية وقوات التعبئة الشعبية، التي كانت تتمركز في الخطوط الأمامية بمحافظة صلاح الدين والأنبار خلال الأشهر الستة الماضية.

ضابط في الجيش العراقي رفض الإفصاح عن هويته قال: إن هناك مشكلة داخل منظومة القيادة والسيطرة مع قوات التحالف، الأمر الذي تسبب بخلل في التنسيق للضربات الجوية، مشيراً إلى أن هذا الأمر أدى إلى تكرر الأخطاء، حيث تعرضت القطعات العراقية والمليشيات الشيعية لعدة لضربات أدت إلى مقتل أكثر من 50 مقاتلاً شيعياً.

المليشيات الشيعية ترتبط بإيران القوة الإقليمية الكبيرة، التي تم تسليحها وتمويلها منذ سنوات، لهذا كانت هذه المليشيات تكن عداء كبيراً للقوات الأمريكية لأن هذا الأمر جزء من عقيدتها.

وقال جواد تلباوي المتحدث باسم عصائب أهل الحق: إنه لا يمكن أن تقاتل الفصائل الإسلامية إلى جانب القوات الأمريكية، لأن ذلك جزء من مبادئها.

ويضيف: "لا يمكن أن أصدق أن الولايات المتحدة ورغم الجودة العالية التي تملكها قوات التحالف تقصف قواتنا عن طريق الخطأ، لقد ضربت قواتنا أكثر من مرة من قبل هذه الطائرات، إنهم يتدخلون لصالح داعش".

ونفى المتحدث باسم التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية مثل هذه الاتهامات، مؤكداً أن المواقع تخضع لفحص دقيق من قبل قوات التحالف والعمل على عدم وجود أي أضرار تلحق بالمدنيين.

وتقر الولايات المتحدة الأمريكية بالدور الكبير الذي تلعبه المليشيات الشيعية في قتال تنظيم "الدولة الإسلامية"، غير أنها تؤكد أن أي تعاون مع تلك المليشيات يكاد يكون معدوماً، الأمر الذي يسهم في إضعاف فاعلية الضربات الجوية التي تشها الطائرات الأمريكية وطائرات التحالف.