قالت صحيفة الواشنطن بوست إن خسارة تنظيم "الدولة" لتل أبيض على الحدود التركية السورية، تطرح تساؤلات جدية حول القدرات العسكرية للتنظيم.
وسقطت تل أبيض بيد القوات الكردية ووحدات حماية الشعب الكردي بمساندة من الطيران الأمريكي، بمعركة استمرت ليومين، حيث تشير التقارير إلى أنه لم تكن هناك مقاومة تذكر من طرف تنظيم "الدولة" أثناء تقدم المقاتلين بغطاء جوي.
التنظيم تعرض لهزيمة مذلّة، كما تقول الصحيفة، مشيرة إلى أنه يعتبر التراجع الأهم منذ خسارته مدينة تكريت العراقية في أبريل/ نيسان الماضي، إلا أن تل أبيض تبدو أكثر أهمية، خاصة أنها تمثل شرياناً أساسياً لإمدادات التنظيم من العالم الخارجي، بالإضافة إلى أنها معبر رئيسي للمقاتلين الذين يلتحقون بالتنظيم وعبورهم إلى مدينة الرقة السورية معقله الرئيس.
جنفير كافريلا، من معهد واشنطن لدراسات الحرب، قال إن خسارة التنظيم تمثل انتكاسة كبيرة لـ"الدولة" ونصراً استراتيجياً كبيراً، متابعاً "سيكون من المثير للاهتمام أن نرى ما يفعله التنظيم الأسبوع المقبل، فلربما يخططون لشن هجوم مضاد".
وأظهرت صور نشرت على وسائل الإعلام الاجتماعي من قبل ناشطين، مجموعات من مقاتلي تنظيم "الدولة" يستسلمون للقوات التركية بالإضافة إلى آلاف من السكان المحليين، وتشير بعض التقديرات إلى فرار نحو 10 آلاف لاجئ سوري.
سرعة انهيار مقاتلي التنظيم في معركة تل أبيض لم تكن متوقعة، الأمر الذي يشير إلى أن التنظيم قد يكون غير من قواعده التكتيكية، خاصة أن ما جرى في تل أبيض لا يقارن بما جرى في بلدة عين العرب (كوباني) في سبتمبر/ أيلول الماضي وكيف قاتل التنظيم بضراوة، بحسب الصحيفة.
في حالة تل أبيض، يبدو بحسب الصحيفة أن التنظيم اختار إعادة تجميع صفوفه بدلاً من المطاولة والوقوف في ساحات القتال، على غرار ما فعل في عين العرب (كوباني).
ناشطون من الرقة تحدثوا عن تدفق قوافل من المقاتلين من تل أبيض باتجاه جنوب الرقة خلال عطلة نهاية الأسبوع؛ بعضها كان يحمل معدات طبية ومخزون الدقيق الذي نقل من صوامع تل أبيض، كما قام مقاتلو التنظيم بحفر خندق شمال المدينة في إشارة إلى إصرارهم على البقاء بالمدينة.
معركة تل أبيض كما تشير الصحيفة، تأتي امتداداً لمعركة عين العرب التي خاضتها القوات الكردية، غير أن هذا التقدم أثار المخاوف من عمليات تطهير تقوم بها القوات الكردية للأغلبية العربية التي تسكن تلك المناطق، خاصة أن سيطرة الأكراد على هذه المنطقة ستعطي للأكراد دفعة قوية في المنطقة، وتتيح لهم السيطرة على مناطق متجاورة من حدود إيران فالعراق ثم سوريا.