هل ستتوصّل إسرائيل وحماس لاتفاقٍ طويل الأمد للتهدئة؟ بحسب موقع (NRG) العبري فإنّ الجواب هو نعم كبيرة، حيث رأى الموقع، اعتمادًا على مصادر مصريّة وفلسطينيّة، أنّ القياديّ في الحركة موسى أبو مرزوق، الذي غادر القطاع يوم السبت الفائت متوجهًا إلى قطر عن طريق معبر رفح، سافر إلى الدوحة، بموافقة من مصر، بهدف التوصّل لاتفاق تهدئة طويل الأمد مع إسرائيل.
ولفت الموقع إلى أنّ أبو مرزوق هو الذي وقعّ على اتفاق التهدئة بعد الحرب العدوانيّة الأخيرة على قطاع غزّة في صيف العام الفائت.
وتابع الموقع قائلاً إنّ سفر أبو مرزوق إلى الدوحة، جاء بعد عدّة أسابيع من زيارته السابقة لها، وأنّها جاءت هذه المرّة بعد قيام شخصيات أوروبيّة مهمّة بزيارة قطاع غزّة بهدف دفع المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل من أجل الإعلان عن تهدئة تستمر عدّة سنوات، وربّما بين 3 حتى 5 سنوات.
وبحسب التقديرات، أضاف الموقع، فإنّ كلًّا من حماس وإسرائيل معنيتان باتفاق التهدئة للجم القوى السلفيّة، التي أعلنت عن تأييدها للدولة الإسلاميّة، وذلك خشية أنْ تزداد قوتها في القطاع على خلفية التأييد العارم للدولة الإسلاميّة في الوطن العربيّ.
وبحسب المصادر عينها، فإنّ أبو مرزوق وصل إلى الدوحة ومعه مسودة الاتفاق مع إسرائيل، وهي التي قام بإعدادها وزير الخارجيّة البلغاريّة السابق، نيكولا ميلادنوف، الذي زار القطاع قبل أربعة أيّام واجتمع سرًا إلى قيادة حماس. جدير بالذكر، أنّه على الرغم من الاعتراف الإسرائيليّ بأنّ حماس لم تُطلق الصواريخ باتجاه الجنوب، فقد صرحّت رسميًا أنّها ترى في حركة حماس مسؤولة عن إطلاق الصواريخ.
وبرأي مُحلل الشؤون العربيّة والفلسطينيّة في موقع واللا العبري، آفي أيسخاروف، فإنّ هذا التصريح هو تصريح دراماتيكيّ، لكنّ بموازاة ذلك، خالي المضمون، ليس لأنّ حماس ليست مسؤولة عن الإطلاق فقط، بل لأنّ حكومة بنيامين نتنياهو الرابعة معنية بالحفاظ على حكم التنظيم في القطاع، على حدّ تعبيره.
وساق قائلاً إنّ الردّ الإسرائيليّ الذي جاء على هيئة قصف مواقع فارغة لحماس انتهى كما هو متوقع دون إصابات، وحماس باتت تعلم ماهية هذا السلوك: تسقط الصواريخ على إسرائيل فيُخلي التنظيم مواقعه وتقصف إسرائيل مواقع خالية، ومن ثم تعود الحياة إلى طبيعتها حتى الجولة الصغيرة القادمة، حسبما ذكر.
ونقل المُحلل عن جهات أمنيّة، دون أنْ يذكر أسمائها، أنّ التقارير الإسرائيليّة أفادت بأنّ صنّاع القرار في تل أبيب اهتّموا بوصف خلفية إطلاق الصاروخين، وأشاروا بوضوح إلى المعارك الدائرة بين حماس والمجموعات السلفية في قطاع غزة، وكأنّهم تحولوا للحظة إلى محللين فلسطينيين، وخلاصة القول، أكّد إيسخاروف أنّه ربمّا يزعم سكان الجنوب بأنهم ليسوا مستعدين أنْ يُصبحوا رهائن للمواجهات بين المنظمات داخل القطاع، ولكن هذا هو الأمر الواقع، لافتًا إلى أنّه هكذا كان في الأسبوع الماضي عندما أدّت خصومة بين شخصين من الجهاد الإسلاميّ إلى إطلاق صاروخ، ويبدو أنّ نفس الأمر حدث هذه المرة، على حدّ تعبير المصادر بتل أبيب.
وأكّد المُحلل على أنّه حتى المجموعات السلفية تفهم أنّ حكّام قطاع غزة وضعوا نصب أعينهم هدفًا، وهو الحفاظ على التهدئة مع إسرائيل، لأنّه في نهاية المطاف تُريد إسرائيل حماس حاكمًا لغزة، حسبما ذكر.
ولفت أيضًا في سياق تحليله إلى أنّه من المفارقات في الأشهر الأخيرة، أنّ إسرائيل هي الرئة المركزيّة لحكم حماس في غزة، وأكثر من ذلك هي الجهة الوحيدة في المنطقة، والوحيدة في العالم، المعنية بالحفاظ على حكم حماس في القطاع، مُوضحًا أنّ كمية البضائع الداخلة إلى القطاع هذه الأيام تزداد بشكل متواصل، ومُنسّق أعمال الحكومة في المناطق المُحتلّة، الجنرال يوآف مردخاي سمح أيضًا بإدخال مواد مزدوجة الاستخدام إلى غزة، مثل تلك المواد التي قد تُستخدم في إنتاج الوسائل القتالية، من خلال الاعتقاد بأنّ مستوى الخطر سينخفض في حال تحسّن الوضع في غزة. ووصف العلاقات بين حماس وإسرائيل بأنّها فعلاً شهر عسل، ولكن خسارة أنّ المنظمات السلفيّة تعمل على إفساده، على حدّ وصفه.
وتابع أنّه من غير المُمكن الشكّ بمزاعم قادة السلطة الفلسطينيّة، بأنّ إسرائيل تتفاوض مع حماس على هدنة طويلة الأمد، وفي المُقابل تعزف عن الحوار مع السلطة. وكشف النقاب عن أنّ هذه المحادثات تتمحور حول إعادة جثث الجنود الإسرائيليين، والتوصّل لاتفاق وقف إطلاق نار طويل الأمد بين إسرائيل وحماس، مُوضحًا أنّه في الواقع هناك اتفاق حالي قائم من هذا النوع، وفي الوقت الحالي تحاول حماس عبثًا الحفاظ عليه، وإسرائيل من جانبها تؤمن بمبدأ الهدوء مقابل الهدوء، بالإضافة إلى أنّ التسهيلات الاقتصادية التي ستُساعد حماس باستقرار وضع غزة.
يُشار إلى أنّ حركة حماس كانت قد نفت أنّها بصدد التوقيع على اتفاق هدنة طويلة الأمد مع دولة الاحتلال.