بالتزامن مع اقتراب مرور عامين على وقوع الانقلاب العسكري في مصر على الدكتور محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب في البلاد، أصدر 159 عالم إسلامي من نحو 20 دولة على مستوي العالم بالإضافة لـ 10 منظمات إسلامية دولية، اليوم الأربعاء، بيانا نددوا فيه بانتهاكات الانقلاب العسكري، وأفتوا خلاله بوجوب التصدي لهذه الانتهاكات تحت عنوان «نداء الكنانة».
وتشمل قائمة الموقعين على البيان عددا من علماء المملكة العربية السعودية واليمن ولبنان والبحرين ومصر وتركيا وسوريا واليمن وفلسطين والهند وباكستان وماليزيا، وغيرهم من الدول.
ولفت البيان إلى "أن المنظومة الحاكمة في مصر منظومة مجرمة قاتلة، انقلبت على إرادة الأمة واختيارها، وخطفت رئيسها الشرعي المنتخب، واغتصب قائد الانقلاب كرسي الرئاسة بانتخابات صورية مزورة»
وشدد البيان على أنه «يجب شرعًا على الأمة حكامًا وشعوبًا، مقاومة هذه المنظومة، والعمل على كسرها والإجهاز عليها بالوسائل المشروعة كافة؛ حفاظًا على ثوابت الأمة، وحرصًا على المقاصد العليا للإسلام»، مؤكدا أن «موالاة الصهاينة المعتدين ودعمهم وحمايتهم، ومعاداة المقاومة الفلسطينية، والتآمر عليها، وحصارها من خلال تدمير سيناء وتهجير أهلها، يعدُّ خيانة للدين والوطن، وتفريط في مسرى رسول الله».
وعن القصاص من قتلة الثوار قال البيان: «الحكام والقضاة والضباط والجنود والمفتين والإعلاميين والسياسيين، وكل من يَثْبُتُ يقينًا اشتراكُهم، ولو بالتحريض، في انتهاك الأعراض وسفك الدماء البريئة وإزهاق الأرواح بغير حق .. حكمهم في الشرع أنهم قتَلةٌ، تسري عليهم أحكام القاتل، ويجب القصاص منهم بضوابطه الشرعية»، لافتا إلى أن «الدفاع بأية وسيلة مشروعة عن النفس والعرض والمال حق مشروع، بل واجب شرعي».
وأكد العلماء الموقعون على هذا البيان أن الرئيس «محمد مرسي» هو الرئيس الشرعي للبلاد، وأن الإجراءات اللاحقة التي اتُّخذت معه، والأحكام التي صدرت بحقه وحق الرافضين للانقلاب باطلة شرعًا، ومنعدمة قانونًا، ويجب على الأمة شرعًا السعي في فكاك حاكمها المنتخب وتحريره من أسره.
وقال البيان: إن «حضور شيخ الأزهر مشهد الانقلاب، وصمته عن جرائمهم، جريمة شرعية تُسقط شرعيته، وتهدر مكانته، وتجعله شريكا للمجرمين في كل ما اقترفوه، وتشوه تاريخ الأزهر المجيد، وتفسد حاضره، وتدمر مستقبله»، محملا مفتي مصر المسؤولية الشرعية والجنائية عن الأرواح البريئة التي وافق على إعدامها.
وطالب البيان «الحكام والملوك ورؤساء الدول العربية والإسلامية وأهل العلم والمثقفين والأحرار كافة في العالم، بسرعة السعي لحماية مصر من إجرام تلك المنظومة الطاغية، وردعهم عن القتل والسفك والسلب والإفساد والتدمير، والانتصار لإرادة الشعب وخياراته».
واختتم العلماء بيانهم بمطالبة «القوى التي تعارض الانقلاب والأحرار في مصر وخارجها أن يتوحدوا صفًّا واحدا في مقاومة هذه المنظومة المجرمة، مستخدمين الوسائل المناسبة كالعصيان المدني وغيره، لتطهير البلاد من طغيان الانقلابيين، وجرائمهم، والانتصار لدماء الشهداء».
ومن أبرز الموقعين على البيان كل من الهيئات كل من «رابطة علماء أهل السنة»، و«جبهة علماء ضد الانقلاب»، و«هيئة علماء فلسطين في الخارج»، و«هيئة علماء المسلمين في لبنان»، و«مركز تكوين العلماء في موريتانيا»، و«رابطة علماء المغرب العربي»، و«الاتحاد العالمي لعلماء الأزهر»، و«نقابة الدعاة المصرية».
ومن الشخصيات البارزة ضمن الموقعين علي البيان: د.«أحمد الريسوني» نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ود.«عبد المجيد الزنداني» رئيس هيئة علماء اليمن، والشيخ «محمد الحسن الددو» رئيس مركز تكوين العلماء في موريتانيا، ود.«عبد الوهاب الديلمي» وزير العدل اليمني سابقا، والشيخ «سلمان الحسيني الندوي» رئيس جامعة الإمام أحمد بن عرفان الشهيد بالهند، ود.«جمال عبد الستار» أستاذ الدعوة بجامعة الأزهر والأمين العام لرابطة علماء أهل السنة، والشيخ «محمد عبد المقصود» الداعية الإسلامي، والشيخ «عبد الخالق الشريف» من علماء الأزهر الشريف، ومن السعودية الدكتور خالد بن عبد الرحمن العجيمي عضو هيئة التدريس في جامعة اﻹمام محمد بن سعود الإسلامية، والدكتور محمد عناية الله اسد سبحاني... من كبار علماء الهند.