"مصر هي الدولة الوحيدة فى العالم التى لا تتحمل ظروفها أية مظاهرات أو وقفات احتجاجية أو حتى برنامج ساخر، ولكنها تتحمل خوض الحروب"، هذا ليس نقد من خبير سياسي أو استراتيجي دولي، وإنما هو لسان حال الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي ، منتقدين دخول مصر فى حرب اليمن ومشاركتها بـ"عاصفة الحزم"، فى ظل الأزمة الاقتصادية التى تمر بها من ارتفاع أسعار السلع وانقطاع الكهرباء وأزمة البوتجاز المتصاعدة يومًا بعد يوم، التي تلقى بعبئها على المواطن البسيط.
استمر إهمال الحكومات المتعاقبة وتجاهلها توفير حياة كريمة للمواطن، فيما تركز على تنفيذ المشروعات الاستهلاكية والعزوف عن المشاريع الإنتاجية من صناعة وزراعة رغم أنها قاطرة نمو الاقتصاد فى أية دولة متقدمة، ليأتي بيان وزارة الخارجية معلنًا دخول مصر حرب اليمن بالتنسيق مع السعودية ودول الخليج، فيما حذر بعض الخبراء من البيان لما يعود بالسلب على الاقتصاد المصري على المدى البعيد، واعتبر آخرون أن حكومة محلب تبرر "فشلها" داخليا وتسببها في انهيار الاقتصاد المصري بالاشتراك في الحرب لتأهيل الشعب لحالة التقشف الجديدة خلال الفترة المقبلة.
قال المحلل السياسي سرحان سليمان إن مصر انضمت للحرب على اليمن بالتحالف مع عدد من الدول العربية بتمويل سعودي خليجي لخدمة المصالح السياسية السعودية دون أى وجه استفادة لمصر، موضحًا أن الرئيس السيسي، يغطى "فشله" الاقتصادي الداخلى بفتح جبهة أخرى هى حالة الحرب على حد وصفه، فى ظل وجود الأزمات التى تواجه الشعب المصري من ضعف في الطاقة وأزمة غاز البوتجاز وزيادة الأسعار.
وأضاف، أن مؤشر الحرب على اليمن يؤدي إلى نتائج سلبية داخليًا لأن الدولة تعاني من ركود فى الاقتصاد الداخلي وعجز بالموازنة العامة وافتقار حق البسطاء بمعيشة كريمة، مؤكدا أن الرئيس السيسي، مجبر على تنفيذ أوامر السعودية لأنها تقدم المعونات التى تعيش عليها مصر بسبب عجز الدولة عن توفير أولويات الشارع المصري واحتياجاته الأساسية، وتوجه مشروعاتها إلى الاقتصاد الاستهلاكي دون الاهتمام بالزراعة والصناعة والإنتاج، رغم أنها عصب الاقتصاد في الدول المتقدمة.
وقال الدكتور إيهاب الدسوقي، رئيس قسم الاقتصاد بأكاديمية السادات للعلوم الإدارية، إن التدخل لمساعدة السعودية كان إجباريا بسبب دعمها لمصر خلال الفترة السابقة، ولا أحد ينكر تأثيره السلبي على الاقتصاد الداخلي، متوقعًا خسائر كبيرة فى حالة دخول الحرب على اليمن، مالم تقدم السعودية على زيادة دعمها لمصر خلال الفترة المقبلة.
وعلق الدكتور صلاح العمروسي، الخبير الاقتصادي والباحث في مركز البحوث العربية، بأن مصر ليس لديها موارد اقتصادية للإنفاق على حرب اليمن، متوقعا دعم دول الخليج لمصر فى حالة الحرب لأنها ستتكبد خسائر كبيرة على المدى البعيد، فمصر تفتقر لوجود قاعدة اقتصادية تتحمل المواجهات مع الدول الأخرى، ولا تكنولوجيا حديثة تساعدها على التصدي للهجمات فى حالة الحرب.
