أورد موقع "ميدل إيست مونيتور" البريطاني اليوم الاثنين تقريرًا تحدث فيه عن إلغاء السلطات المصرية دعوى اعتبار حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إرهابية والسر وراء صدور القرار.
ويرى التقرير أن إلغاء اعتبار مصر إرهابية جاء بأمر من ملك السعودية سلمان بن عبدالعزيز للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، باعتبار الأول الممول الأكبر للنظام الحاكم في مصر وتحذيره السابق من القرار.
ويشير التقرير إلى نظرة وسائل الإعلام المصرية لحماس ولجوئها منذ الانقلاب العسكري الدموي في 3 من يوليو، لشيطنة صورة الحركة، حيث دأبت على اتهام الحركة باقتحام السجون بالمدافع والرشاشات في يناير عام 2011 وفتح السجون أمام السجناء للهروب فضلاً عن نهب محتويات السجون أثناء الثورة.
ومن بين قائمة الاتهامات أيضًا قتل المتظاهرين في ميدان التحرير وقتل رجال الشرطة وجنود الجيش في شبه جزيرة سيناء بالإضافة إلى قائمة كبيرة من الاتهامات الأخرى، ووفقًا لوسائل الإعلام فحماس تقف وراء أي كارثة داخل مصر.
الأمر وصل لدى الصحفيين الموالين للنظام بدعوة الحكومة المصرية للتدخل عسكريا بغزة للتخلص من الحركة، بل وأن صحفيا قام بتحية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على هجومه الأخير على قطاع غزة المسمى بعملية "الجرف الصامد" وتمنى له التوفيق.
جميع الأوضاع تبدلت منذ (الانقلاب) في مصر ووجهِت البوصلة في الاتجاه الخاطئ، وأصبحت إسرائيل العدو التاريخي لمصر الصديق والحليف والأخ في الدم، على الرغم من حقيقة أنها العدو الذي يبنغي أن نحاربه، وهذا هو الوضع الجديد الذي فرضه النظام الحاكم في مصر والذي أدخل السرور لإسرائيل لاسيما بعد إصدار القضاء المصري قرارا يعتبر حماس منظمة إرهابية.
وتظهر تأثيرات ذلك القرار في حالة الفرح التي سادت إسرائيل بعد ذلك القرار ودفعتها لاستخدامه كدليل على أن إدراجها لحماس في سجل التنظيمات الإرهابية قرار سليم، ومن ثم فإنها لم تكن تحارب الشعب الفلسطيني بل أنها تحارب الإرهاب ودعت المجتمع الدولي لأن يحذو حذو مصر ويقوم بإدراج حماس كمنظمة إرهابية.
هذا الإجراء أثار حنق العرب والمسلمين الذين لم تتلوث عقولهم بمزاعم الإعلام المصري ولا يزالوا يرون في حماس نموذجًا لفخر وشرف الأمة العربية، وفي غضون ذلك فإن حماس تقاتل ببسالة وشجاعة، على الرغم أن الوقت الحالي تبدلت فيه الأوضاع وأصبحت المقاومة عارًا وخيانة ودربًا من دروب الإرهاب، في حين أن الاستسلام والخنوع أصبح فضيلة.
يرجع ذلك إلى حقيقة أن القضاء المصري بات مسيَّس ويأخذ أوامره مباشرة من السيسي، لكن السبت الماضي أعطى قاضي الاستئناف أوامر بإلغاء هذا الحكم، ولم تعد حماس إرهابية.
ما هذا النوع من القضاء الذي يصدر أحكامه بناء على رغبات رئيس البلاد؟ لماذا غيّر السيسي موقفه من حماس؟ لأن عاهل الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حذر بشدة من ذلك الحكم ولأن السعودية هي مصدر تمويل السيسي السبب وراء إمكانية بقاءه في سدة السلطة.
ولذلك، يجب على الرئيس المصري إطاعة أوامر الملك وتصحيح خطأه ضد حركة المقاومة الأشرف في التاريخ.