بدأت القوات العراقية مصحوبة بعدد من الميليشيات الشيعية معركة عسكرية واسعة النطاق، يوم الاثنين (2|3) لاسترداد مدينة تكريت من أيدي التنظيم المسلح "داعش"، في خطوة تعتبرها الصحيفة الأمريكية "نيويورك تايمز" مصيرية.
فهي بحسب الصحيفة إما تزيد من اشتعال الأزمة الطائفية، أو تمثل نقطة حاسمة في طرد ميليشيات تنظيم "داعش" من شمال العراق.
وفي وقت سابق أعلن مسئولون في الجيش العراقي أن القوات المهاجمة تتكون من 30 ألف جندي، ما يجعل الهجوم الأكبر منذ سقوط مدن الشمال العراقي في يد تنظيم "داعش" في صيف 2014.
وذكر تقرير الـ"نيويورك تايمز"، أن القوات العراقية التي تساندها ميليشيات شيعية مدعومة من إيران، قد تساهم في تعميق الأزمة الطائفية بين كل من السنة والشيعة في العراق المضطرب، خاصة أن عدد أبناء الطائفة السنية في الهجوم لا يتخطى الألف.
كما أبدت الصحيفة تخوفها من الميليشيات الشيعية المعروفة بعملياتها الانتقامية من أبناء الطائفة السنية في العراق، التي من المنتظر ارتكابها انتهاكات ضد المدنيين السنة من أبناء المدينة ذات الأغلبية السنية ومسقط رأس الرئيس الراحل "صدام حسين".
وفي ذات دعا رئيس الوزراء العراقي "حيدر العبادي" مواطني تكريت الذين قال إنهم أجبروا على الانضمام إلى تنظيم "داعش"، بترك التنظيم وتسليم أسلحتهم للقوات العراقية قبل الهجوم على المدينة، واصفا مناشدته بالفرصة الأخيرة لهم.
وأفاد تقرير الصحيفة الأمريكية أن الهجوم الجديد سبقته عدة محاولات باءت جميعها بالفشل، واصفا المحاولة الجديدة بالمجازفة لما ستجريه من دماء، ولعدم جاهزية القوات العراقية التي تدربها قوات أمريكية وأسترالية خاصة.
ولفت إلى أن مسئولين في الجيش الأمريكي كانوا قد أعلنوا بدء الحملة العسكرية لاسترداد مدينة الموصل وباقي المدن في شمال العراق في شهر أبريل المقبل، رغم تشكك البعض في جاهزية القوات العراقية التي منيت بهزيمة ساحقة في صيف 2014 من ميليشيات التنظيم المسلح "داعش".
ونوّه أن أمريكا طالبت بتشكيل قوات عراقية سنية لاسترداد مدن الشمال العراقي لتفادى أي أزمات طائفية، بسبب توتر العلاقات بين السنة الأقلية والشيعة الأغلبية في العراق.