قالت شبكة "بلومبيرج" الأمريكية إن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي يسعى لتوطيد سلطاته جنوبي البلاد، بعد أن أصبح الصراع مع المتمردين الحوثيين، الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء، يهدد بانقسام هذا البلد الفقير، ويفككه على غرار ليبيا.
وأوضحت أنَّ الرئيس اليمني دعا إلى انتقال الحكومة المعترف بها دوليًا من مدينة صنعاء إلى مدينة عدن الساحلية التي تطل على البحر الهندي، فيما تدعي المليشيا الشيعية على أن هادي المدعوم من المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي السنية الأخرى ليس لديه شرعية للحكم، وتحذر من محاسبة أتباعه.
ورأت الشبكة الأمريكية أن المواجهة الحالية تزيد المخاوف من إمكانية تفكك اليمن مثل ليبيا، التي تمتلك حكومتين وبرلمانين وجيشين، وتشهد معارك ضارية للسيطرة على المدن والمطارات وحقول النفط، وقد سمح انهيار الأمن في اليمن لفرع تنظيم القاعدة هناك بتوسيع عملياته على مقربة من السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم.
وقال بول سوليفان، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط بجامعة جورج تامون في واشنطن: “بات استيلاء الحوثيون على بعض أجزاء من اليمن حقيقة، وأصبحت اليمن في خضم ما يبدو أنه إعادة ملتوية للحروب الأهلية الإقليمية السابقة، لكن بمخاطر جيواستراتيجية وجيواقتصادية أكبر بكثير مما كانت عليه في أوائل التسعينيات من القرن الماضي".
بعد توحيد اليمن في عام 1990، عصفت الحرب الأهلية باليمن خلال مساعي الجنوب للانفصال قبل هزيمته على يد قوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وجاء تعيين الرئيس هادي كجزء من اتفاقية مدعومة من الولايات المتحدة والسعودية لإنهاء عام من الاحتجاجات المناهضة لصالح، وسعى هادي جاهدا لبسط سلطته على معظم أنحاء البلاد وسط التحديات التي يفرضها الحوثيون والمتظاهرون السياسيون والمليشيات الإسلامية.
ومن المقرر أن يوسع هادي تحركاته في التواصل مع المحافظات الشمالية التي أعلنت تمسكها بشرعية الرئيس، في حين خرجت مسيرة حاشدة في صنعاء وباقي المدن لدعم الرئيس والتنديد بالانقلاب الحوثي.
في المقابل، هدد الحوثيون بإحالة الوزراء في حكومة خالد بحاح الرافضين القيام بمهام تصريف الأعمال إلى النيابة العامة بتهمة الخيانة الوطنية، وتكليف نوابهم للقيام بأعمالهم، وذلك بالتزامن مع قرار عدد من المكونات والأحزاب السياسية التوجه بوفد رسمي إلى عدن لزيارة الرئيس.
وطالبت دول مجلس التعاون الخليجي كافة التيارات السياسية في اليمن بدعم الرئيس اليمني، معتبرة خروجه إلى عدن خطوة "مهمة لتأكيد الشرعية"، ودعا بيان المجلس الحوثيين إلى رفع الحصار عن بقية المسؤولين المحاصرين في صنعاء.