ما زال التسريب الأخير بشأن حديث بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، حينما كان وزيرا للدفاع، ورئيس مكتبه عباس كامل ورئيس الأركان الحالي الفريق محمود حجازي حول المساعدات المالية المطلوبة من دول الخليج والذي تضمن سخرية من هذه الدول وثرائها موضع تداول في الصحف الغربية، ورأى تقرير في «فاينانشال تايمز» ان هذه «التسريبات إذا صحت فإنها توضح مدى إحباط الجيش المصري، وشعوره بالإذلال لاضطراره طلب أموال من الخليج».
وذكر ت الصحيفة في تقرير الثلاثاء وحمل عنوان «تسريبات تظهر احتقار قادة مصر لرعاتهم بالخليج»، أن «سلسلة التسريبات الصوتية الأخيرة من داخل دائرة القيادة المصرية تشير إلى رؤية تتسم بالاحتقار من مسؤولين مصريين بارزين تجاه الرعاة الخليجيين».
وجاء في التسجيل الصوتي المزعوم أن وزير الدفاع آنذاك (السيسي) أصدر تعليمات لمدير مكتبه بالاتصال بزعماء دول الخليج لطلب مساعدات مالية تصل إلى 30 مليار دولار.
وجاء في المكالمة أن مدير مكتب السيسي، والذي يشغل حاليا منصب مدير مكتب رئيس الجمهورية (السيسي)، وصف بعض دول الخليج بأنها «أنصاف دول»، والاموال عندهم «زي الرز».
وقال كاتب التقرير بورزو دراغاهي «يظهر التسجيل الصوتي الذي بُثَّ مساء السبت الماضي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مع اثنين من مساعديه وهم يناقشون سبل إقناع قادة الخليج في كل من السعودية والإمارات والكويت تقديم مليارات الدولارات من المساعدات إلى الجيش في مصر».
وتابع «هزت التسريبات الغامضة التي نُشرت على شبكة الإنترنت على نطاق واسع وبثتها قنوات موالية للإسلاميين حكام مصر. وعند محاولة الصحيفة الاتصال بمسؤولين مصريين للتعليق، اكتفى هؤلاء بإحالتنا إلى مداخلة تلفزيونية لرئيس الوزراء إبراهيم محلب استنكر خلالها بث التسريبات، لكنه لم يتطرق إلى مدى صحتها».
وقال الكاتب «وُصفت التسريبات -على نحو غير رسمي- بأنها تزوير صريح وتلاعب إلكتروني وتجميع متطور لمعلومات استخباراتية من دول أخرى. ويخوض جنرالات مصر معركة ضد مؤيدي محمد مرسي الرئيس الإسلامي السابق الذي قاموا بعزله في يوليو 2013، وحظروا جماعة الإخوان التي بثت التسريبات بسعادة».
ونقل الكاتب عن كورت ديبوف، المحلل في الشأن المصري ومؤلف كتاب عن الثورات العربية، قوله إنه «إذا ثبتت صحة التسريبات فإنها توضح مدى الإحباط الذي يعانيه الجيش المصري، إنهم يشعرون بالإذلال لاضطرارهم إلى طلب أموال من الخليج، في الوقت الذي ينظرون إلي دوله نظرة دونية».
وتابع ديبوف «دون أموال الخليج تنكسر مصر وهم يعرفون ذلك. سيتطلب الأمر الكثير من الرسائل الدبلوماسية التي تخرج من القاهرة لإعادة العلاقة إلى طبيعتها ومحو ما أوصلته تلك التسريبات إلى دول الخليج المساندة لحكومة السيسي. وسواءً أكانت التسريبات حقيقية أم لا فيجب أن تنزعج دول الخليج بعد كافة المليارات التي قدمتها وما زالوا يدفعون المزيد».
وعلق الكاتب «ربما أشد التسريبات إثارة هي تلك التي تظهر السيسي وهو يقترح تحويل مساعدات من دول الخليج إلى حسابات الجيش، رغم عدم وجود إيحاءات لاستفادته شخصيًا من الأموال.
وأشار إلى أن «هذه التسجيلات تعود على ما يبدو إلى الأسابيع التي سبقت الانتخابات الرئاسية التي فاز بها السيسي العام الماضي. كما يُسمع من التسريبات سباب لوالدة أمير قطر على لسان أحد مساعدي الرئيس المصري».