في خضم الحديث عن السيناريوهات السعودية المرتقبة عقب وفاة الملك عبدالله بن العزيز، والخلافات المتوقع حدوثها على كرسي الحكم بين أفراد الأسرة الحاكمة، قام الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة السعودية، بالطيران مساء اليوم الأحد، إلى العاصمة الأمريكية واشنطن في إطار زيارة رسمية للولايات المتحدة الأمريكية، بحسب ما أعلنت وكالة الأنباء السعودية الرسمية مساء اليوم.

وبينما قالت الوكالة السعودية: إن رئيس الاستخبارات السعودية سيبحث  في زيارته لأمريكا مع عدد من كبار المسؤولين الأمريكيين القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، أكد مراقبون أن الزيارة بالأساس تتعلق باختيار اسم الملك السعودي القادم، ومدى توافق ورضا أمريكا عنه.

ويرجح وجه النظر تلك أن  الزيارة تأتي في الوقت الذي يرقد فيه العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز (91 عاما) ، في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض، ليعالج من "التهاب رئوي"، أصيب به قبل أيام، استدعى وضع أنبوب مساعد على التنفس بشكل مؤقت.

ومنذ دخول العاهل السعودي، المستشفى، وإعلان الديوان الملكي السعودي، إصابته "بالتهاب رئوي" وتدهور حالته الصحية وتتزايد التساؤلات حول سيناريوهات انتقال الحكم في المملكة، خاصة وأن ولي العهد الحالي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آخر أولاد عبدالعزيز المؤسس، يعاني من أمراض مختلفة كالزهايمر وغيره ما يؤكد عدم قدرته على إدارة البلاد بحسب مراقبين.

كما أن عملية الخلافة والانتقال للحكم في المملكة ستصبح أكثر تعقيدا بحسب مراقبين عندما ينتهي سلسال أبناء مؤسس المملكة الملك عبد العزيز آل سعود ويتعين نقل السلطة إلى الجيل التالي، وهو الأمر الذي يفترض أن يتحدد قبل وفاة الملك عبدالله.

وتكمن صعوبة اختيار ولي عهد من أحفاد الملك عبدالعزيز الطامحين في الحكم، بسبب الأنباء عن تنافس كل من الأمير متعب وزير الحرس الوطني ونجل العاهل السعودي، والأمير محمد بن نايف وزير الداخلية الحالي، للظفر بذلك المنصب مستقبلا، بالإضافة إلى وجود السديرين والذين همشهم النظام السعودي الحالي رغم نفوذهم الاقتصادي الواسع في المملكة.

أمريكا هي من ستحسم الصراع

وبحسب مراقبين فإن الزيارات المتكررة لمسؤولين سعوديين وترددهم بشكل مستمر خلال الفترة المقبلة على الولايات المتحدة الأمريكة يؤكد صحة ما يثار عن تقديم كل منهم قرابين الولاء للنظام الأمريكي ليتم الموافقة على توليته للحكم.

وكان نشطاء ومغردون قد تداولوا في وقت سابق مقطع فيديو قديما للشيخ المصري حازم صلاج أبو اسماعيل يتحدث فيه عن واقع الحكم الوراثي الملكي في المملكة، وبدايته من الملك سعود وأبنائه الذين قاربوا على النفاد، متسائلاً عن الحل في هذه الحالة؟.

وطرح الشيخ أبو إسماعيل رؤيته الخاصة التي تقول: إن الولايات المتحدة الأمريكية ستعمد إلى عدم إقرار وضع بعينه يقتضي بتولية أكبر أحفاد الملك سعود، أو ما شابه، بل إنها ستعمد إلى ربط واقع ومستقبل المملكة بها، كما فعلت من قبل في غزو الرئيس الراحل صدام حسين للكويت، واستفادت منه استفادة كبيرة، بحسب قوله.