خصصت صحيفة "ذا أستراليان" الأسترالية افتتاحيتها الصادرة أمس الاثنين للحديث عن انتهاكات النظام الحاكم في مصر لحقوق الإنسان، وحملته القمعية ضد الصحفيين، واستهلتها بالقول "إن قمع النظام في القاهرة لحقوق الإنسان يختبر صداقة مصر للغرب، وتلقيها مساعدات ضخمة، تشمل 1,3 مليار دولار من الولايات المتحدة".
وقالت الصحيفة إن: "هذه الطريقة المزرية التي عالجت بها حكومة السيسي قضية الصحفي الاسترالي "بيتر غرسته" وزميليه في الجزيرة تسلط الضوء على سجل النظام المروع، فمنذ توليه السلطة قبل 18 شهرًا، سجن 16 ألف شخص على الأقل - وربما يصل عددهم إلى 40 ألفًا- بتهم سياسية، وأصدر أحكامًا بالإعدام على المئات".
وأشارت إلى أنه في إحدى هذه القضايا أحالت المحكمة 683 شخصًا إلى حبل المشنقة؛ ليصل عدد المدانين في مقتل شرطي واحد إلى 1100، بعد جلسة استماع ليوم واحد لم يُسمَح فيها بأي دفاع.
كما نقلت الصحيفة عن منظمة العفو الدولية رصدها لـ"تدهور كارثي في مجال حقوق الإنسان" و"تصعيد في الاعتقالات التعسفية والاحتجاز إلى جانب حوادث مروعة من التعذيب والوفيات في أقسام الشرطة".
ونسبت إلى فقهاء قانونيون مصريون بارزون قولهم إن النظام "أصدر قوانين استبدادية بمعدل لا مثيل له، لم يسبقه إليه أي نظام آخر طيلة 60 عامًا"، حتى في أحلك أيام دكتاتورية مبارك.
وذكرت الصحيفة أن النظام يحتجز "غرسته" وزملاؤه كرهائن افتراضيين في لعبة القط والفأر التي تهدف إلى ترهيب الصحفيين (لا يقل عن 40 سجينًا في مصر).
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول: لكن السيسي لا يمكن أن يستمر على مساره التدميري، وبعد فشل الضغوط الهادئ الذي مارسته الحكومات الغربية، والتطورات الأخيرة في قضية غرسته، ينبغي تذكره بأن المعونات الغربية التي تعتمد عليها لبلاده ليست استحقاقًا إلى غير مسمى.