مسقط - الإمارات 71
قال وزير الشؤون الخارجية
في سلطنة عمان يوسف بن علوي، أن التماسك الخليجي لم يصل إلى مرحلة يسمح بتحول مجلس
التعاون إلى "اتحاد"، مثلما تطمح بعض دول المجلس.
واعتبر أن نظام المجلس، الذي ينصّ في المادة الرابعة على أنه يستهدف الوصول إلى "الوحدة"، تمت
صياغته في زمن القومية العربية، الذي قال إنه صار غير ممكن التطبيق، لذلك فإن بلاده
ترى أفضلية ترحيله للأجيال المقبلة.
واعتبر الوزير
العماني في مقابلة مطولة أجرتها معه الخميس الماضي "الحياة" السعودية وقامت بنشرها اليوم الأحد، أن الاختلافات داخل البيت الخليجي ستبقى موجودة ما دامت
الحياة موجودة، مقللًا من عدم عودة سفراء الدول الثلاث إلى قطر بقوله: "اعتبروهم في إجازة وسيعودون، وتلك
ليست مشكلة".
وأضاف الوزير العماني
أن الخليج ليس لديه استعداد لتداول السلطة على الطريقة الغربية، بسبب كلفتها العالية
وما يرافقها من صراع مرير بين فئات المجتمع.
وحول قيام بلاده بالوساطة
بين إيران والولايات المتحدة والتي أفضت إلى ترتيب الاتفاق النووي بين إيران ودول 5+1، ومن طلب منهم القيام بتلك الوساطة، بين الوزير أن ما حصل هو أن كلاً من الولايات المتحدة وإيران وصلتا إلى قناعة بأن عليهما
أن تتحاورا وتتفقا، مشيراً إلى أن الإرادة كانت موجودة من الطرفين لأن الوقت حان، ولأن
البديل سيكون كارثة، وهذا قد يحقق استقراراً طبيعياً وحقيقياً في المنطقة.
وحول عدم إبلاغ عُمان دول مجلس التعاون بالمفاوضات، أشار إلى أن الأمر لا
يخصهم بل يخص الجانبين الأميركي والإيراني، وهما على صلة بدول الخليج، وهما من قررا
الصمت وفضلا أن يكون سراً، بعد أن وصلا إلى مرحلة إما أن يدخلا في حوار أو صراع مميت.
ووصف علاقات بلاده مع
دولة الإمارات بأنها ممتازة، وتجاوزت كل شيء يمكن أن يشوبها، مشيراً إلى أنه لا توجد خلافات بين بلاده
وقطر.
وبخصوص الوضع في مصر
عبر الوزير العماني عن آسفه لما يحدث لما يترتب عليه من الإضرار بمصالح مصر، مشيراً إلى أن
السيسي رجل مصري وطني، ومن حقه أن يرشح نفسه، وأضاف أنه يستغرب ممن يقول إن العسكريين
لا ينبغي أن يشاركوا في الحكم، لكن إذا جاءت المخاطر فعليهم أن يموتوا، معتبرا أن مثل هذا الكلام
مبتور وغير مقبول.
وتطرق الوزير إلى ما يشاع
عن قيام بلاده بوساطة أو تقريب وجهات نظر بين طهران وصنعاء بخصوص الإفراج عن معتقلين
تابعين لحزب الله اللبناني، قائلاً أنه: "غير صحيح، وبعض الناس اخترعوا هذا من
سيناريواتهم الخاصة".