أفاد بيان لمستشفى "آرمان تروسو" في باريس أن أطباءه أجروا عملية جراحية لطفلة وهي ما زالت في رحم والدتها.
وأضاف البيان أن الطفلة رأت النور قبل 10 أيام، دون أن يشير إلى اسمها أو هوية والدتها، ويعد هذا النوع من الجراحة السابقة للولادة الأول من نوعه في فرنسا. وهناك 10 مستشفيات في العالم، فقط، تمارس التدخل الجراحي على الأجنة، منها مراكز طبية في البرازيل والولايات المتحدة التي باشرت إجراءها منذ 1990.
ووفقاً لبيان المستشفى التابع للدولة، فإن جراحين بقسم العلاج الجنيني أجروا في يوليو (تموز) الماضي، جراحة في العمود الفقري لجنين أنثى عندما كانت الأم في الشهر الخامس من الحمل، وجرت العملية بمساعدة جراحين من مستشفى "نيكر"، الشهير للأطفال في باريس.
ورغم تقدم العلاجات السابقة للولادة في فرنسا، فإن أغلب الآباء والأمهات يفضلون التدخل لإجهاض الجنين الذي تكشف الأشعة الصوتية معاناته تشوها يمكن أن يعيق حياته، وعادة ما يترك الطبيب للوالدين اتخاذ القرار، من دون تأييدهم أو تشجيعهم على ترجيح قرار على آخر.
هذا مع العلم أن العملية لا تشفي الطفل بشكل كامل، لكنها تقلل من تبعات التشوهات التي تظهر على الجنين. ومن مخاطر العملية حدوث إجهاض في الساعات أو الأيام التالية لها.
وقرر الأطباء إجراء العملية بعد أن كشفت الفحوص التي تجرى في فترة الحمل، عن أن الجنين يعاني انقسام العمود الفقري، أو ما يعرف بالـ"سبينا بيفيدا"، وهو تشوه في الجهاز العصبي المركزي يصيب الأنبوب الذي يسمح بتكوين النخاع الشوكي ويحول دون انغلاقه بشكل كامل في أسفل الظهر. وتبعا لذلك، فإن عددا من الفقرات لا يلتئم ليشكل العمود الفقري. وتصيب هذه الحالة ما معدله واحدا من كل ألف جنين، ومن شأنها أن تؤدي إلى شلل في الساقين وفقدان للوعي.
وبعد العملية، مرت أشهر الحمل بشكل طبيعي، وفي الشهر الثامن تمت الولادة بعملية قيصرية، في الـ 9 من الشهر الحالي، ولم يعلن المعالجون إنجازهم الطبي إلا بعد أن تأكدوا من أن الأم والطفلة في أتم صحة، ومن المقرر خروجهما من المستشفى مع نهاية الأسبوع.