أحدث الأخبار
  • 03:59 . قلق دولي متزايد بشأن توجه أبوظبي لإعدام المتهمين بقتل الحاخام الإسرائيلي... المزيد

زيارة الشرع إلى الإمارات.. تعميق للعلاقات وتغيير لوجهات النظر

الإمارات 71 – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 14-04-2025

اختتم الرئيس السوري أحمد الشرع في وقت سابق زيارة رسمية إلى دولة الإمارات، التقى خلالها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وعدداً من المسؤولين ورجال الأعمال السوريين.

ووصل الشرع صباح أمس الأحد إلى أبوظبي، في أول زيارة له إلى الإمارات، وثاني محطة خليجية له بعد السعودية التي زارها مطلع فبراير الماضي.

وحققت زيارة الشرع إلى الإمارات نقلة في مسار العلاقات الثنائية مع الحكومة السورية الجديدة، وتمكنت من طمأنة أبوظبي حيال توجهات القيادة الجديدة في دمشق، التي أطاحت بحليف أبوظبي الرئيسي بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024.

وفي لقائهما بقصر الشاطئ بأبوظبي، أكد رئيس الدولة حرص الإمارات على دعم الأشقاء في سوريا لمواجهة تحديات المرحلة الانتقالية، وإعادة بناء سوريا بما يلبي تطلعات شعبها نحو مستقبل يسوده الأمن والاستقرار والازدهار. وجدد تأكيد موقف دولة الإمارات الثابت تجاه دعم وحدة سورية وسيادتها وسلامة أراضيها.

وقال سموه إن استقرار سوريا وتعزيز أمنها هو مصلحة للمنطقة كلها، مؤكداً أن دولة الإمارات لن تدخر جهداً في تقديم كل ما تستطيع من دعم لسوريا وشعبها خلال الفترة المقبلة.

"إنجازات عظيمة"

وفي ختام زيارته، وجه الشرع رسالة "شكر وعرفان" إلى رئيس الدولة، قال فيها: "بكل التقدير والامتنان، أتوجه بالشكر لأخي سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة والمشاعر الأخوية الصادقة التي أحاطني بها خلال زيارتي اليوم".

وأضاف في الرسالة التي نشرتها رئاسة الجمهورية: "أعبر عن بالغ تقديري لما لمسته من حرص كبير على تعزيز علاقاتنا وتطويرها في مختلف المجالات".

وحول نتائج الزيارة، قال وزير الخارجية السوري أحمد الشيباني، إنه "بجهود فخامة الرئيس أحمد الشرع، تحققت اليوم إنجازات عظيمة في دولة الإمارات".

وأشار الشيباني في تدوينة عبر حسابه على منصة "إكس"، مساء الأحد، إلى أن تلك الإنجازات تحققت "خاصة في مجالات الاستثمار، واستئناف حركة الطيران، وتعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات".

واجتمع الشرع ووزير خارجيته الشيباني مع عدد من رجال الأعمال السوريين على هامش زيارتهما إلى الإمارات، وفقا لرئاسة الجمهورية السورية.

كيف غيرت الزيارة المواقف؟

وأدت زيارة الشرع إلى أبوظبي، ولقائه الشيخ محمد بن زايد، إلى تحولات كبيرة على صعيد الإعلام الرسمي والشخصيات المقربة من السلطات، والشعبية أيضاً، حيث تناولت الزيارة من المنظور الحكومي.

وأمس الأحد، تصدر وسم #أحمد_الشرع ووسم #الرئيس_السوري قائمة المواضيع الأكثر تداولا على منصة "إكس"، في دولة الإمارات، مع الزيارة الرسمية الأولى للشرع، إلى الدولة.

وبحسب صحيفة "الإمارات اليوم" الرسمية، فقد أكد المتابعون على أن مشاهد الاستقبال التي جرت للرئيس السوري والوفد المرافق له، ورسائل الأخوّة، وصدى اللقاءات الرسمية كلها جسّدت عمق العلاقة بين الإمارات وسوريا في مرحلة تتجه نحو الشراكة والتكامل.

وأضافت أن المتابعين وجدوا أن الزيارة تشكّل محطة مهمة في تعزيز العلاقات الثنائية، وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون في مجالات الاقتصاد، والتنمية، والاستقرار الإقليمي.

من جانبه أكد المستشار الدبلوماسي لرئيس الدولة أنور قرقاش، أن لقاء صاحب السمو رئيس الدولة، بنظيره السوري كان ناجحاً بكل المقاييس. مشيراً إلى أن الإمارات ترى في سوريا المزدهرة والمستقرة ركيزة ضرورية لمستقبل المنطقة.

وقال في تدوينة على حسابه في منصة إكس: "تشرفت بحضور اجتماع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد مع فخامة الرئيس السوري أحمد الشرع، لقاء ناجح بكل المقاييس. وقد لمست حرص سموه تجاه دعم مسار بناء الدولة الحديثة في سوريا.. والإمارات، التي تحتضن جالية سورية مميزة، ترى في سوريا المزدهرة والمستقرة ركيزة ضرورية لمستقبل المنطقة".

من جانب آخر، كانت شخصيات إماراتية إعلامية، قد واصلت حتى أسابيع قليلة مضت، شن هجوم عنيف على الإدارة السورية الجديدة بقيادة الشرع، ووصمها بالإرهاب، قبل أن تنقلب عقب زيارة الأمس.

وقال السياسي والأكاديمي عبدالخالق عبدالله معلقا على صورة الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني في طريقهما إلى الإمارات: "مليون أهلا وسهلا بكما في الإمارات بلد كل العرب الذي يقف مع سوريا في السراء والضراء.".

وأضاف أن "الإمارات وسوريا معا وسويا شركاء في استقرار المنطقة".

وكان عبد الله هاجم الشرع بشدة سابقا، حينما كان يلقب بـ"أبي محمد الجولاني"، وعلق ذات مرة على إشاعة مقتله قائلا: "الجولاني وغيره من غلاة الأمة، لا يستحقون دمعة حزن".

ومن الشخصيات التي انقلبت بشكل كامل بعد زيارة الشرع إلى أبوظبي، الناشط محمد تقي، والذي كان قد وصف الشرع بـ"الإرهابي" بعد أسبوع من سقوط نظام بشار الأسد.

وكانت أبوظبي من أوائل الحكومات التي عملت على التطبيع مع نظام بشار الأسد، وساهمت في إعادته إلى جامعة الدول العربية بعد سنوات من تجميد عضوية سوريا بسبب الجرائم التي ارتكبها النظام بعد الثورة.