أكدت منظمة العفو الدولية، استخدام الاحتلال الإسرائيلي قنابل الفوسفور الأبيض في قصفها قطاع غزة المكتظ بالسكان المدنيين.
وقالت المنظمة في بيان اليوم الأحد، إن مختبر أدلة الأزمات لدينا جمع أدلة توثق استخدام الوحدات العسكرية الإسرائيلية لقذائف الفوسفور الأبيض في قصفها لقطاع غزة.
وأضافت أن مقاطع الفيديو والصور التي تم التحقق منها تُظهر قذائف مدفعية M825 وM825A1، والتي تحمل اسم D528، وهو رمز تعريف وزارة الدفاع الأمريكية (DODIC) للقذائف المستندة إلى الفوسفور الأبيض.
والخميس، اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الاحتلال الإسرائيلي باستخدام ذخائر الفسفور الأبيض في عملياتها العسكرية في غزة ولبنان، قائلة إن استخدام مثل هذه الأسلحة يهدد المدنيين بالتعرض لإصابات خطيرة وطويلة الأمد.
وقالت "هيومن رايتس ووتش" إنها تحققت من مقاطع فيديو التقطت في لبنان في العاشر من أكتوبر، وغزة في أكتوبر، تظهر "انفجارات جوية متعددة للفسفور الأبيض الذي أطلقته المدفعية فوق ميناء مدينة غزة وموقعين على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية".
ولليوم التاسع على التوالي، يواصل الاحتلال الإسرائيلي، استهداف قطاع غزة المحاصر منذ 2006، بغارات جوية مكثفة دمرت أحياء بكاملها، وأسقطت أكثر من 2300 شهيد، و9000 مصاب، أكثر من نصفهم من الأطفال والنساء.
ما هو الفوسفور الأبيض؟
يمكن استخدام الفوسفور الأبيض بشكل قانوني لوضع علامات، وإرسال الإشارات وحجب الرؤية، لكن يمكن استخدامه أيضًا كسلاح حارق له تأثير واسع يضرم النيران بشدة في الأشخاص والمباني والحقول وغيرها، بحسب "هيومن رايتس ووتش".
ويشتعل الفوسفور الأبيض عند تعرضه لأكسجين الغلاف الجوي، ويستمر في الاحتراق حتى يُحرم من الأكسجين أو يُستنفد. ويمكن أن يؤدي تفاعله الكيميائي إلى توليد حرارة شديدة (حوالي 815 درجة مئوية) وضوء ودخان.
وبحسب وكالة "رويترز"، كان الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن في عام 2013 أنه "سيتخلص تدريجيا من ذخائر الفوسفور الأبيض التي استخدمها خلال هجومه على غزة بين عامي 2008 و2009".
ولم يذكر الاحتلال الإسرائيلي في ذلك الوقت ما إذا كان سيراجع أيضا استخدام الفوسفور الأبيض كسلاح، والمصمم لحرق مواقع العدو.
ويمكن للفوسفور الأبيض أن يحرق الأشخاص بشكل كيميائي وصولا إلى العظم، لأنه قابل للذوبان بدرجة عالية في الدهون وبالتالي في اللحم البشري، بحسب "هيومن رايتس ووتش".
وأضافت المنظمة أن شظايا الفسفور الأبيض يمكنها أن "تفاقم الجروح حتى بعد العلاج، ويمكن أن تدخل مجرى الدم وتتسبب في فشل العديد من الأعضاء... وبالنسبة للناجين، تؤدي الندبات الواسعة إلى شد الأنسجة العضلية وتسبب إعاقات جسدية".
وبحسب البروتوكول الثالث من اتفاقية الأسلحة التقليدية، فإن استخدام الأسلحة الحارقة الملقاة جوا في المناطق المدنية فعل محظور، لكن لأن الفوسفور الأبيض له استخدامات معينة يحددها القانون، فهو غير محظور كسلاح كيميائي.