أظهرت دراسة جديدة أن استخدام البشر المفرط للمياه الجوفية امتص كثيرا من السوائل من الاحتياطيات الجوفية، ما يؤثر على ميل الأرض، بحسب دراسة نُشرت في مجلة Geophysical Research Letters.
ويُظهر البحث الجديد أن الاستخراج المستمر للمياه الجوفية على مدار أكثر من عقد من الزمان قد أدى إلى تغيير المحور الذي يدور حوله كوكبنا، ما أدى إلى قلبه نحو الشرق بمعدل 1.7 بوصة (4.3 سم) سنويا.
وأفاد باحثون في الدراسة أن هذا التحول يمكن ملاحظته على سطح الأرض، لأنه يسهم في ارتفاع مستوى سطح البحر العالمي.
وذكرت شبكة "سي أن أن"، الاثنين، أن المياه الجوفية تعتبر مصدرا لمياه الشرب للناس والماشية، وتساعد في ري المحاصيل عند شح الأمطار.
وقال مؤلف الدراسة الرئيسي والأستاذ في قسم تعليم علوم الأرض في جامعة سيول الوطنية في كوريا الجنوبية، كي-ويون سيو، في بيان صحفي، نشرته شبكة "سي أن أن"، الاثنين: "إن القطب الدوراني للأرض يتغير كثيرا في الواقع. وتُظهر دراستنا أنه من بين الأسباب المتعلقة بالمناخ، فإن إعادة توزيع المياه الجوفية لها في الواقع أكبر تأثير على انجراف عمود الدوران".
وفي الواقع، فإن أي تغيير جماعي على الأرض، بما في ذلك الضغط الجوي، يمكن أن يؤثر على محور دورانها ، كما قال سيو لـ"سي أن أن" في رسالة بالبريد الإلكتروني.
ووفقا لـ"سي أن أن"، قد لا تكون قادرا على الشعور بدوران الأرض، لكنها تدور على محور شمالي - جنوبي بمعدل حوالي 1000 ميل في الساعة (1609 كيلومترا في الساعة).
وقال عالم أبحاث في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا، سوريندرا أديكاري، الذي لم يشارك في الدراسة، لـ"سي أن أن" إن انحسار وتدفق التغير الموسمي مرتبط بزاوية محور دوران الكوكب، وبمرور الوقت الجيولوجي، يمكن أن يؤثر المحور المتجول على المناخ على نطاق عالمي.
ووفقا للشبكة، يتكون باطن الأرض من طبقات الصخور والصهارة المحيطة بنواة كثيفة وساخنة، لكن في الطبقة الصخرية الخارجية، توجد أيضا كميات هائلة من المياه. وتحت سطح الكوكب، تشير التقديرات إلى أن الخزانات الصخرية المعروفة باسم طبقات المياه الجوفية تحتوي على مياه أكثر 1000 مرة من تلك الموجودة في جميع الأنهار والبحيرات السطحية في العالم.
وبين عامي 1993 و 2010 ، الفترة التي تم فحصها في الدراسة، استخرج البشر أكثر من 2150 جيجا طن من المياه الجوفية من داخل الأرض، معظمها في غرب أميركا الشمالية وشمال غرب الهند، وفقا للتقديرات المنشورة في عام 2010. ولفهم دلالة هذه الكمية، فإنه إذا كانت هذه الكمية في المحيط، سيرفع مستوى سطح البحر العالمي بحوالي 0.24 بوصة (6 ملم).
وتُقاس التحولات في محور الأرض بشكل غير مباشر من خلال ملاحظات التلسكوب الراديوي للأجسام غير المتحركة في الفضاء، الكوازارات، باستخدامها كنقاط مرجعية ثابتة. وبالنسبة للدراسة الجديدة، أخذ العلماء بيانات عام 2010 حول استخراج المياه الجوفية ودمجها في نماذج الكمبيوتر، إلى جانب بيانات الرصد حول فقدان الجليد السطحي وارتفاع مستوى سطح البحر وتقديرات التغيرات في قطب الدوران.
ثم قام الباحثون بعد ذلك بتقييم الاختلافات في مستوى سطح البحر "باستخدام تغير كتلة المياه الجوفية من النموذج" لتحديد مقدار تحول المحور الناجم عن ضخ المياه الجوفية وحده.
ووفقا للنماذج، أدت إعادة توزيع المياه الجوفية إلى إمالة محور دوران الأرض شرقا بأكثر من 31 بوصة (78.7 سم) في أقل من عقدين بقليل.